سنبتسم رغم أنوف أولئك الذين أوغلوا في دمنا ونسجوا من أشلائنا جسورا للعبور إلى أوهامهم المزعومة.. تلك الأوهام التي تتنافى مع أبسط مقتضيات الدين ومعطيات الإنسانية، وتقسم الناس إلى عبيد قابعين في خيام الدونية البلهاء، وأنصاف آلهة يمدون خوانهم المتخم بين أنين الجوعى واستغاثات المستضعفين المقهورين ويملؤون بيادرهم بجرار السمن والعسل وخزائنهم بالأصفر والأخضر. سنبتسم رغم أولئك الذين منحناهم الثقة وحملناهم الأمانة فما كانوا أهلا لهذه ولا لتلك، وراحوا يبيعون الوطن والهوية ويعرضون آمالنا المخذولة في أسواق النخاسة، يحدوهم طمع لا يقنع، ويسوقهم نهم لا يشبع، وليس لهم من غاية سوى أن تزداد أرصدتهم الساخنة سخونة، حتى وإن كلفهم ذلك المساومة على الوطن والمتاجرة بالمواقف، والتنازل عن المبادئ والقيم، فلا صوت لديهم يعلو فوق صوت المال، فهو الوطن وهو الشعب بل وهو الدين والعقيدة. وسنبتسم رغم خوار المرجفين المخذلين.. الذين يسعون في نشر الأراجيف وخلق الأكاذيب، ويخونون كل المبادئ التي ظلوا ينادون بها عقودا متطاولة، شاهرين عداءهم المستحكم لكل ما يمت لهذه الأمة بصلة من قيم ومبادئ وأصالة، واضعين أزمتهم في يد أسيادهم القادمين من خلف الحدود، يبيعونهم وطنا جريحا مقابل فتات حقير، ويتحولون إلى دمى بلهاء تحركها رياح المطامع يمنة ويسرة، ولا هم لها إلا النيل من شرفاء الوطن إرضاء لعقد النقص المستحكمة فيهم، ولحقد دفين على قيم العروبة والإسلام صنع منهم مدى وخناجر تختفي خلف رابطات العنق وادعاءات الحداثة والتحضر. وسنبتسم رغم شراهة أولئك الذين وضعهم القدر رعاة علينا من أساطين المنظمات التي أصبحنا رعاياها في ظل غياب الدولة، فراحوا يستثمرون كل المتاحات في الاستيلاء على أقوات البسطاء، ووصلوا بحيلهم الدنيئة إلى مكاسب ماكان لهم أن يصلوا لعشر معشارها لو أن هناك جهات رقابية تحاسبهم عن كل تحركاتهم، لكن المال السائب يعلّم السرقة كما يقولون، وأصبح هؤلاء فراعنة العصر، يتهادون بطرا ورياء بين جموع المستضعفين ومجاميع النازحين، ففي مقابل كل كرش منفوخ منهم آلاف الأمعاء الخاوية، وفي مقابل كل سيارة فارهة في حوزتهم مئات الخيام المهترئة. وسنبتسم رغما عنا.. رغما عن خوفنا وجبننا وخورنا وحزننا وتعاستنا وهروبنا إلى أودية اللاوعي في زمن يستدعي منا إيقاظ الوعي أولا والسير وفق مقتضيات هذه اليقظة تاليا. رغم كل ذلك.. لأنّك العيد.. سنبتسم.