ذنب تعز الوحيد أنه كلما اعتقد خصومها أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة؛ تنتفض رافعة راية الثورة والجمهورية والوحدة. هذه الثلاثية الوطنية التي وضعتها في مرمى خصوم ثلاثة تباينت أهدافهم لكنها اتفقت على قضية أن لا تقوم لتعز قائمة، وأن مشاريعهم الضدية لن يكتب لها نجاح مادامت تعز تقوم بدورها الوطني دون إحجام أو تراجع. ففي مقابل إيمان تعز بالثورة كطريق للتجديد؛ يقف خصم عنيد وجد نفسه في العراء بعد ثورة فبراير، التي سجّلت تعز حضورا مهما فيها، وهذا الخصم أدرك منذ البدء أهمية أن تُقلّم أظفار تعز بالترهيب والترغيب، ففي الوقت الذي كان يرسل فيه فرق الموت لاغتيال مشائخ تعز ومثقفيها؛ كان إعلامه المنافق يطلق على تعز ألقابا وردية، فتارة هي الحالمة، وتارة هي عاصمة الثقافة، وهكذا.. ولقد استهان هذا الخصم بتعز إلى درجة الاستخاف، فصور له غروره إبان ثورة فبراير بأن تعز ليست سوى مجموعة من الشباب المبنطلين، وأنّ طقما عسكريا يمكن أن يسوق هؤلاء سوق الغنم، وحين خيبت تعز هذه الأماني الزائفة وكشّرت عن أنيابها وردّدت أرجاء الوطن صدى زئيرها يومها وقف كبيرهم في محفل من أنصاره التعساء محرضا على أطفال ونساء تعز ومتخليا عن كل معاني الإنسانية وشرف الخصومة موجها فرق القتل أن: دقّوهم بالقناااااصااااات. وحين آمنت تعز بالجمهورية كإطار وحيد للديمقراطية والحرية؛ وقف أمامها خصم لدود، يسعى لاستدعاء الأمس البعيد، وتحويل الشعب إلى فئتين: فئة تملك وتحكم، وأخرى تسمع وتطيع، وأنّى لتعز أن ترضى بذلك، وهي الكريمة الولادة، أنجبت النعمان وعبدالرقيب عبدالوهاب ومحمد قحطان والفضول وأيوب طارش. وحين آمنت تعز بالوحدة كطريق أوحد للم شتات الوطن وبلسمة جراحه، وقف أمامها خصم أحمق يريد أن يحقق مشروعا صغيرا على حساب الوطن والأمة، ساعيا ما أمكنه السعي في إعادة براميل التشرذم والانفصال، ومن خلفه تقف قوى إقليمية رأت في نزقه وطيشه فرصة لها للاستيلاء على ما أمكن من الخارطة اليمنية دون حياء ولا رادع. هؤلاء هم خصوم تعز اليوم.. على أن ثمة خصم رابع من السماسرة الأفاكين، ممن أدركوا فشل توجهاتهم الأيدلوجية فعرضوا أنفسهم في أسواق النخاسة السياسية للاستخدام بحسب الطلب، وثمة أقلام وكتبة من هؤلاء للإيجار المفتوح مع كائن من كان المهم في الأمر أن يحصلوا على المال وأن يوجهوا خصومتهم ضد تعز وقواها الفاعلة، ووفق هذين الشرطين يشن هؤلاء المأزومون اليوم حربا كلامية لا هوادة فيها ضد تعز، فليس ثمة منقصة إلا ونسبوها إليها، مستفيدين في حملتهم الرعناء من كل الحوادث الجنائية والأمنية كحوادث القتل والاغتصاب لإلصاقها بخصومهم، فإذا لم يجدوا من ذلك شيئا عمدوا إلى اختلاق الأكاذيب زورا وبهتانا. إن تعز ليست المدينة الفاضلة؛ لكنها أيضا ليست وكر الشيطان كما يحاول هؤلاء الأفاقون أن يصوروها، وستنتصر تعز.. فهي أقوى من قذف الإفك وقذائف الموت، لأن حبلها موصول بحبل الوطن.. والوطن وحده.