يعاني اليمنيون منذ ما يقارب خمس سنوات ونصف من تهمة الداعشة" التي تستخدمها الميليشيات الانقلابية كذريعة لكتم الاصوات الرافضة لبقائهم، ووقف أي انتفاضة تندلع ضدهم، فتهمة الإرهاب والدعشنة شماعة، ومسمار جحا الحوثي للقضاء على علي من يخالف منهجهم او يجابههم". لم يكن "عبدلله سلطان " وهو بائع قات في احدى أسواق العاصمة، يعلم بأنه سيكون أحد ابرز المطلوبين لجماعة الحوثي وبعد القاء القبض عليه على يد قيادي حوثي بات يدرك بأنه " ليس بسيطاً" حد تعبيره ، ووفق تبريرات الجماعة التي اعتقلته من داخل منزله اواخر العام 2019 بتهمة الانضمام لجماعة" داعش"، وهو ما ينفيه "عبدالله" قائلاً في سخرية : " كلما في الأمر أنني لا اميل لهم ورفضت تقديم اولادي للمشرف حتى لا يكونوا قرابين لسيده الدجال". ويضيف "كنت بمنزلي في وقت متأخر من الليل، عندما طرق المشرف الحوثي " ابو تأييد" بابي لأتفاجأ بتسعة مسلحين يطلبون مني الصعود على متن الطقم العسكري الرابض امام المنزل فصعدت وانا لا اعلم الي اين سيذهبون بي. ويتابع "كان المشرف يخبرني طوال الطريق بأنني وعائلتي كلها لم ننفذ تعليماته التي يلقيها في خطبة الجمعة، وأننا عائق امام المسيرة القرانية". المشرف الحوثي " ابو تأييد" المسنود بقوة من الميليشيات اتهم "عبدالله" بتلقيه اموالاً كبيرة من جهات في محافظة "مأرب" وهو ما سخر منه جميع اصدقائه وجيرانه الذين وصفوه بالهادئ المسالم الذي يعيش على بيع القات لكي يعيل سبعة ارواح داخل منزل للإيجار، وطوال فترة الاعتقال التي امتدت لاربعة اشهر، لم يتم اثبات اي شيئ ضده ولم يعرض على اي محكمة. يقول عبدالله ل" الصحوه نت" تم ابلاغي بالتهمة في اليوم الثالث على احتجازي داخل قسم شرطة ، ودون علم اهلي بمكان احتجازي، وفي اليوم الخامس تم ترحيلي الى البحث الجنائي وقضيت هناك اربعة اشهر كاملة تحت الضرب والتعذيب النفسي والجسدي، واول زيارة لأهلي كانت بعد شهر كامل من دخولي السجن. وأردف" في السجن تحدثت مع ابو تأييد وقلت له انه يعرف تماما بأنني بريء من التهمة وان السبب الحقيقي لاعتقالي هو انني قمت بإحراجه في المقيل اثناء النقاش حول جدوى اخذ الاطفال المستمر الى الجبهات، وهددته اذا اقترب من ابني فسوف يدفع الثمن غالياً، فابتسم وقال لي بالحرف الواحد " ستخرج من هنا شخصا اخر". " تم اطلاق سراحي بعد اربعة اشهر دفع اخوتي مليون وثمانمائة الف ريال، منها خمس مائة الف موزعة على المشرفين والباقي لمدير البحث نفسه المعين من قبل الحوثيين". في اليمن ، كما يقول "سالم " معتقل سابق" يتم اطلاق تهمة "داعشي" على كل رافض لسياسة التجويع والقهر والعقاب الجماعي التي تفرضها الميليشيات على المواطنين حتى ولو بالكلمة، وفي السجون عشرات الالاف من هؤلاء ومعظمهم لا يعرف اهاليهم عنهم شيئاً. تهمة جاهزة معتقل آخر بتهمة "الدعشنة" ويدعى " ع. الجمالي" مكث في سجن القبة الخضراء 34 يوماً بدون أي دليل، يقول "الجمالي" الذي اعتقلته الميليشيات في 18 مارس 2019 : " كنت عائدا من صلاة العصر في مسجد الحي وفوجئت بال" ثقافي" يطلب مني الحضور للمقيل في "المقر" والذي يقع اعلى حمامات الجامع، ولما اعتذرت له قال لي أنني مطلوب للتحقق، حسبته يمزح اول الأمر، لكن الموضوع كان قد دبر بليل". وعن اسباب الاعتقال يضيف "ع" قائلاً : " تجادلت مرة أنا ومحامي حوثي اثناء جلسة مقيل فقط لاغير وكنت يومها ادافع عن امنا عائشة رضي الله عنها، ولكن المحامي اعتبر الموضوع شخصيا واساء الي فرددت له الاهانة، ولم يمض على هذا سوى اسبوعين حتى وجدت نفسي في السجن تحت التعذيب ومنع الزيارة لأكثر من شهر، بتهمة التحريض ضد النظام". بسبب راكب أما "هاني مثنى" وهو شاب يعمل سائق دراجة نارية، يروي تجربته قائلاً : " قبل شهرين اوقفني راكب في سوق القات وكان يبدو عليه العجلة والخوف وطلب مني الانطلاق بسرعة، لكني فجأة تلقيت طلقة في قدمي فسقطت ارضا انا والدراجة والراكب، بعدها تم اسعافي الى مستشفى الثورة، وفي نفس اليوم جاءت الميليشيات وسحبتني بطريقة وحشية من سرير المستشفى الى قسم باب اليمن وقدمي تنزف، وهناك تعرضت لأبشع انواع التعذيب حيث كان المشرف الحوثي يضربني في منطقة الجرح حتى اغمي علي ، وادخلوني السجن بتهمة "الداعشية" ولم اخرج الا بعد اسبوع بوساطة عاقل الحارة" ويضيف هاني: " كان ذلك الراكب مجرد مواطن عادي تجادل مع مشرف يدعى" علي حمران" وانتهى بالسباب والضرب وعندما قرر الراكب الهرب صادفني في وجهه وصعد معي وانا لا علم لي بكل ما يحدث". مئات القصص التي يرويها مواطنون تعرضوا للاعتقال وامتهان الكرامة من قبل ميليشيات الحوثي، وكلها بذريعة الانتماء لداعش المزعومة والتي تمثل مع جماعة الحوثي، وجهان لعملة واحدة.