(1) اختطف اخوه من قبل الحوثية وهو عائد إلى مسقط رأسه؛حيث تنتظره ابنته وزوجته واخوته وابيه وامه، ونقلوه على اثرها إلى سجن الأمن السياسي في إب ثم السجن الحربي في صنعاء ، وعندما حاول كل اقاربه وعبر شبكة علاقاتهم اخراجه ورفض الحوثية لذلك ، قام اخوه الأصغر بالإنخراط في صفوف الحوثية عله يستطيع اخراج اخاه من خلال ذلك ، ولكنه تشاجر مع أحد مشرفي الحوثية وزج به في السجن ثلاثة اشهرا تزيد او تنقص، واثناء ما هو مسجون جراء مطالبته باخراج اخيه من السجن ، كان الحوثيون يطرقون بيت ابا السجينين ويطالبوه باحضار ابنه المتشاجر مع أحد مشرفيهم مدعين بأنه أخذ بندقية "عهدة" ولم يردها، وانهم لايعرفون أين ذهب! فكان رد الأب أنه لم يأت إلى البيت ومعلوماته تؤكد بأن الحوثية قد زجت به في السجن،بعدها مباشرة يأتون به جثة هامدة مدعين أنه قتل في الجبهة ، وأنه كان من كادرها الميلاشوي..رافعين راية العزاء والإفتخار به كشهيد! رفض أباه تقبل ذلك وسيناريو القصة ، كما رفض دفن ابنه الأصغر الا عندما يتم اخراج اخاه الذي اختطفوه منذ ما يقارب السنتين! رفض الحوثية ذلك واخرجوه من ثلاجة الموتى مرات وأسرته وكل اهله يرفضون دفنه او استلام جثته الا بالإفراج عن أخيه المختطف، وبعد شد وجذب ومماطلة وتسويف وضغط أهلي واجتماعي أخرجوا اخاه ليودع شقيقه الذي قال الحوثيون أنه قتل وهو يقاتل معهم ذودا عن وطن هم من سفكوا دمه! (2) يذهب الأبن الأكبر متخفيا ومتسللا من نقاط الحوثية المنتشرة على طول الطريق المؤدية إلى مارب،كونه كان عسكريا هناك قبل سقوط العاصمة صنعاء بيد الحوثية ، وينضم إلى إحدى تشكيلات المقاومة والجيش هناك، إلتقى الجمعان، جمع الحوثية وجمع الجيش الوطني ومقاومته في معركة ما ، وتم اسر ذلك الشاب الممتلئ وطنية وبهاء وحيوية بيد الحوثية ، جاء الخبر بفقدانه، الجميع كتم انفاسه سيما وهو ابن عم تلك الأسرة المقصوص عنها في المشهد رقم واحد، تحرى الجميع حوله وحياته ، سيما وأنهم لايريدون إلحاق الأذى بأمه التي شلت يدها ورجلها جراء جلطة سابقة، جاء الخبر عبر جهاز الحوثية وشبكاتهم الإجتماعية بأنه اسيرا لديهم "اسير حرب" حاول الجميع اخراجه واعادته إلى بيته ووطنه وأهله، لكن الحوثية ترفض كل ذلك، الأمر الذي حدا بأبيه بدفع ابنائه والضغط عليهم بقصد امتداح الحوثية واعلان الولاء لهم والإنخراط في صفوفهم علهم يستطيعوا اخراج ابنهم الأكبر وتحريره من قبضة الحوثية وعارهم الكارثي. لكن كل ذلك لم يشفع له عند الحوثية ،اذ أن محاولة مسك العصا من المنتصف مع الحوثية ليس سوى ايذانا بتلقي اذى وسوءا حوثيا أشد وأمض على النفس والعقل! الآن هاهم يجولون بخبر سقوط ابنهم بينما اخاه في قبضتهم ولم يستطع أحد معرفة أين مكان احتجازه وسجنه وأسره حتى!؟ قبل سقوط ابنهم الذي اصابته رصاصة قناص ،قيل عنه قوله"لن يخرج ...الا في حال استشهدت "مختتما لعنته وشتيمته وصب جام غضبه على الحوثية وكيفية ادخالها ابناء الناس في اتون صراعها وحشرهم به! الآن يرفض الجميع دفن الأبن بدون عودة اخيه الأسير او استقبال جثته والعزاء، ولكن الحوثية ترفض كل ذلك حتى اللحظة.. هل هناك ما هو اشد واطغى من الحوثية وميليشياتها وحربها التي تبتغي كسر إرادة الناس وتجييرها لفعلتها المنكرة دينا ووطنيا وانسانيا!؟