هاهي الذكرى السادسة لاستشهادك يوم 18 نوفمبر 2014م تطل ذكراها، و يتواطأ زمنها ..
لقد تركتنا إثر عملية غادرة جبانة، استهدفت حياتك ظلما و عدوانا ، و لم يأت ذلك الصباح الحزين ، إلا و كانت المخططات الإجرامية قد سبقت بتنفيذ مخططاتها بخبث شرّير ضد كل اليمن، و بمكر خسيس، و مخططات مبيّتة، جعلت من مليشيا إيران أداة لها .
أما تعز، فكان لها عندهم - أخي الشهيد - مخطط إجرامي خاص، غير أنهم كلما حفروا لها حفرة أوقعهم الله فيها، و كلما عملوا لتمزيقها خذلهم الله، و كلما أجلبوا عليها خيلهم و رجلهم، و أموالهم و أبواقهم، ازدادت حاضنتها يقظة و مجتمعها تماسكا .
أخي الشهيد .. معيّة الله حاضرة، و جهد و جهاد إخوة لك و تلاميذ قائما و ثابتا، و مجتمع تعز - رغم كيد الكائدين و تخاذل المتخاذلين و جرائم المندسين - ما يزال عَصِيّا . و هذا ما زاد من غيظهم، و غيظ كهنوت الكهف .
لقد أزعجتهم - أخي الشهيد - هذه اليقظة، و ذلك التماسك، كما أزعجهم صمود تعز في وجه مليشيا الكهنوت، فشحذوا مُدَاهم لتمزيق المحافظة حتى لا تكون يدا واحدة، فتجزئتها يخدم أغراض أعدائها، وكل المتربصين بها . و حتى بعض أولئك الغرقى في سوق المزايدة السياسية البائسة من الانتهازيين ؛ ظنوا أن فرصة ما ستتاح لهم إن هم دخلوا من باب هذا الاستثمار السياسي الرخيص .. فنحن و إياهم بين متألم عليهم، أو رثاء لحالهم !
و أما الذين أزعجهم تماسكها، فقد أنشؤوا لهم خلايا مموَّلة، على ضفاف بعض الأنهار، تتبعها مطابخ مستأجَرة، بُثّت بالمئات في عدد من المحافظات و المدن و الأحياء ؛ تختلق و تفتري، و تبلبل و تذيع ؛ لعلها تعينهم في الوصول إلى تحقيق أغراضهم، فيخمدوا اليقظة، و يصدّعوا التماسك ، و على مدار اليوم يروّجون بمايؤمرون : إطرحوها أرضا يخل لكم وجه أبيكم ! ستتساءل بمرارة أخي ؟ ما الذي دهاهم حتى يكونوا في جانب، و اليمن في جانب آخر؟ فيغصّ الجواب من خلف لسانك و شفتيك، مرارة منهم، و شفقة عليهم :
و لا أحمل الحقد القديم عليهمُ وليس كريم القوم من يحمل الحقدا
و الذين أزعجهم صمودها تخادموا مع بعضهم، فتعاونوا فيما بينهم، فحوصرت ، و مُنع عنها الكيل، حتى صارت بلا ميرة و لا ذخيرة، بل حرّضوا ( بضعة ) من بنيها على إلقائها في الجب، و إخوانهم في الغي يمدونهم بالمكر و المال والعتاد، سرا و جهرا، وفق مخطط ماكر يرسمونه لهم، و على تنفيذ أعمال يطلبونها منهم، و وارد سيارتهم يتلصص دسّا ؛ ليبيعها بثمن بخس . و قامت نسوة خارج المدينة، يحرّضن، و يكدن ، و ينشرن مكرهن، و مكرهن عظيم ! حتى لقد همّ آحاد من محبيها، أن يساعدوا على إلقائها في الجب، في غمرة تأثير مكر نساء خارج المدينة ، لولا أن رأوى بأن من ينشجن بكاء، انما ينشجن بدمعٍ كذب، على حساب حقيقة يسعَين لإلقائها في غيابة الجب، مع يمين يحلفنها أن : ما علمنا عليه من شيئ !
فتوجب على كل عزيز، و صاحب رؤيا صادقة، أن يساعد في إخراجها للناس أجمعين، حتى لا تتاح الفرصة لسبع بقرات عجاف يأكلن ما قدمت تعز من سنابل خضر اعشوشبت في مختلف مواقع الشرف و الجبهات، و هو ما تعمل البقرات العجاف على التهامه .
اندحرت مليشيا إيران من المدينة و من جبهات شتى في تعز، فأغاظهم ذلك، كما أغاظ إخوة لهم متربصون، فاستعانوا بمخططات مشبوهة لحرمان تعز من أن تنال الميرة و الذخيرة، و أن يُمنع عنها الكيل، فيما حصلت عليه شلة أو شلل في المدينة ، تضرّ به و لا تنفع، و تكيد به و لا تفيد !
نثق - أخي الشهيد صادق منصور - أن الصامدين، ممن أعجزوا شياطين الإنس والجن، و أفشلوا كل مخططاتهم، أنهم سيأتون قريبا مع الفجر، يلقون فيه القميص على البر و البحر فيرتد بصيرا، و على الجبال و الوديان و قد تساقطت فلول المليشيا الكهنوتية و كل القتلة، فتأكل الطير من رؤوسهم أجمعين، و تقول قائلة النسوة خارج الوطن و خارج المدينة الآن حصحص الحق .. فتبرز عاصمة بني رسول بتسامحها المعهود قائلة : لا تثريب عليكم ! و تشرق صنعاء كشمس الضحى معلنة بكبرياء : أسلمت لله رب العالمين . إن مشروع الحياة، غير مشاريع الدمار .. " كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور".ش