بعد عشر سنوات من ثورة فبراير يتسأل البعض أين ذهبت الثورة وماذا حققت؟ والحقيقة أن الثورة أي ثورة شعبية تقوم على جناحي الأمل والثقة بالحق وبينهما تتخلق إرادة صلبة لا تلين ولا تقترب من خطوط الاحباط ولا تفكر بالتوقف حتى تصل الى الحق والهدف طال الزمن او قصر. وهنا لا يعود الزمن امرا جوهريا فهو يمضي على أية حال وتصل الثورة الى مداها فبقاء الأمل والثقة المدفوع بإرادة لا ترتبط بزمن او ظرف هو الهدف الاساسي من الثورات والبقية تفاصيل ومسألة وقت و من هنا يأتي أهمية عقيدة الحق الذي تحمله ارادة محفوفة بأمل لا ينطفئ وثقة لا تموت. لقد كانت ثورة 11 فبراير تعبيراً عن وعي متراكم عبر الأجيال ولم تخرج فجأة هذا التراكم اوجد روحا متوثبة ومجتمعا قويا واعيا وايجابيا وهذا بحد ذاته هدفا. الثورات لا تقتصر على هدف محدد بل اهدافا متتابعة ومترابطة وأهم أهدافها إيجاد مجتمعاً قويا وواعيا وبقاء هذه القوة وهذا الوعي هي النتيجة الاهم التي تبقي على الثورة مستمرة متجددة تلتهم الزمن وتقاوم كل المؤامرات وتنهي كل الافخاخ والحواجز التي نصبت في الطريق إن الثورات المضادة تركز على شيء واحد وهدف واحد. وهو قتل الروح القوية للثورة المتمثل بالأمل والثقة كجناحين يبقيان الإرادة مشتعلة تنهض من بين الرماد والركام والحرائق، وهو التحدي التي تعلن عنه هذه الجموع في الساحات والشوارع بعد عشر سنوات وتلك الجبهات في مارب وتعز. و بقية الجبهات المشتعلة بالدم والنار و التي تبلورت من الساحات الى الجبهات، فالجبهات صورة متقدمة لساحات الثورة و شكل من اشكالها الاضطرارية حيث تناضل من أجل نفس الأهداف. إن الشعوب لا تموت ما دامت ارادتها حية ووعيها يقظ وهذا ما صنعته ثورة فبراير التي تستوعب الزمان وتتغلب على كل الظروف والمؤامرات وترى النصر امامها اكيدا بينما تتلاشى كل القوى المعادية لحق الشعوب الحية واحدا بعد الآخر. طالما وروح الثورة متوهج وطالما والأمل يتبرعم كل يوم من بين الحرائق والثقة بالحق تزداد صلابة وتخلق وعيا وارادة فان الشغب اليمني سيبقى يتجدد كل يوم متسلحا بتراكم الوعي والتضحيات والثورة الممتدة من بداية القرن العشرين وصولا الى يومنا هذا بداية القرن الواحد والعشرين وهي الان اكثر انتشارا وقوة واقرب الى تحقيق الهدف الكبير رغم كل الدخان والغبار الكثيف. وطالما والمسألة مسألة وقت فان الوقت يمر والطغيان يتلاشى فقط ابقوا على أملكم متفتحا و ثقتكم بالحق عالية لتمتلكوا قوتكم كشعب لا ينكسر ولا يعرف في قاموسه اليأس ولا المستحيل .. وشعب بهذا الصفات والقوة يسقط العالم كله امام قدمي حقه المقدس.. وما ضاع حقه وراءه شعب مطالب ومتسلحا بإيمان يتجاوز الزمان وأمل حده السماء، ولله الأمر من قبل ومن بعد.