على النقيض تماما من صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، تعيش محافظة مارب حقبة استقرار لم تشهد مثيلها منذ عقود من الزمان، وتنفرد عاصمة سبأ من بين محافظات الجمهورية بتوفر الخدمات الأساسية للمواطنين بأسعارها الرسمية الثابتة الى جانب مستوى جيد جدا من الخدمات الصحية والتعليمية، في ظل التنمية التي شهدتها المحافظة خلال الخمس سنوات الأخيرة. مدينة الحياة مجرد ان تضع قدميك على ارض مأرب، لا تكاد تصدق بأن هذه هي مأرب التي عرفت منذ عشرات السنين بالأرض الصحراوية القاحلة، لقد طالت يد التغيير مأرب حتى اصبحت بالفعل من أرقي وأحدث المحافظاتاليمنية، وحال المواطن ووضعه المعيشي برغم كل التحديات والتآمر عليها وتكالب مليشيات الدمار على أعرق محافظة ضمت اليمنيين وأصبحت بر امان لهم. المواطن " صدام علي حاتم" نازح من صنعاءلمأرب قبل أربع سنوات، يتحدث للصحوة نت قائلا: " جئنا الى هنا هرباً من بطش الميليشيات ونعيش في افضل حال ولله الحمد فكل شئ هنا متوفر وفرص العمل متوفرة ولا ينقصنا شئ سوى الوطن ، أما الاوضاع المعيشية فلا احد يفكر فيها هنا لأن الخير كثير" مضيفاً:" الغاز هنا موجود بكثرة ب1500 ريال للأسطوانة، سمعت اليوم من اقاربي في صنعاء بأن الاسطوانة هناك وصل سعرها الى 10 الاف في السوق السوداء، ورسميا ب5 الاف، والبترول ب20 الف هناك وهو هنا ب3500 فقط، ولا وجود لما يسمى الأسواق السوداء هنا". "عامر الاديب" نازح من تعز، يقول: " الحياة هنا جنة والناس طيبين ومتفاهمين والوضع المعيشي مستقر، انا اعمل في بوفية ودخلي لا يقل عن عشرة الاف ريال يوميا لأن الناس هنا تدفع لأن الحكومة تدفع لهم، وهكذا يعم الخير، النهضة العمرانية في قمتها، بداية وصولي الى مارب لم اعتقد لحظة بأن هذه هي مأرب التي كان النظام السابق يصورها لنا على انها " كلفوت" الذي لا عمل له الا تفجير ابراج الكهرباء، مأرب جميلة جدا وهي مدينة الحياة، وادعو الله ان يحميها بعينه التي لا تنام". لا اريد العودة لا تكاد محافظة تخلو من مشكلة النازحين الهاربين من جحيم الحرب التي اشعلتها ميليشيات الحوثي، وتشكل مأرب الوجهة الأولى للنازحين داخلياً بعدد مليون ونصف نازح وفقاً لأرقام السلطات المحلية، غير أن النازحين في مارب ليسوا كغيرهم في بقية المدن كما يؤكد "عبدالله صغير" الذي نزح من محافظة حجة قبل عامين. ويضيف صغير قائلاً: " النازح هنا ليس كالنازح عند الحوثيين في صنعاء وتلك المناطق، هنا انت بين اهلك واخوتك، والرعاية الصحية والغذائية متوفرة، اسكن في هذا البيت الترابي انا واسرتي بعد ان سمحت لنا قيادة المحافظة بالبناء على الارض وتأتيني الوجبات الثلاث من السلطة المحلية وابني يدرس في المدرسة ، ونتعالج في المستشفيات بأسعار معقوله المهم ان هذه الخدمات متوفرة، بصراحة انا واسرتي لا نريد العودة وسنبقى هنا الى ان تتحول اليمن بأكملها الى مارب". نعمة الدولة "شاكر عبدالرقيب" مهندس اتصالات من محافظة تعز، يقول: " بالطبع لا تخلو الدنيا من المصاعب روبا ولكن الحياة هنا افضل من الحياة في مناطق سيطرة الحوثيين فنحن هنا ننعم بالخدمات والأمن والرواتب متوفرة ، انا اتقاضى من مؤسسة الاتصالات 350 الف ريال بدون الحوافز والمكافآت، وهنا ايضاً الغاز والمشتقات النفطية متوفرة للجميع بأسعار ما قبل 2014، والكهرباء متوفرة ورخيصة الثمن 40 ريال للكيلو، واولادي يتلقون التعليم مجاناً، هنا لا سيد ولا مشرف ليذلك ويقتحم بيتك ويجبرك على القاء اطفالك في الجبهة، هنا نعيش في ظل دولة ونعمة الأمان التي حرمت منها للأسف عدة محافظات". الدولة تعمل لراحتي "اروى -ق" معلمة حكومية، تقول للصحوة نت" " " هرب زوجي الى هنا خوفا من ارهاب الحوثيين وحقدهم واخذنا معه والحمد لله لم تخيب الدولة ظننا فيها ووجدنا هنا ما انسانا هم الغربة والنزوح" مضيفة: "اعمل هنا بحرية واقدم رسالة التعليم وانا اشعر بأن الدولة تعمل لراحتي وتقدر ما ابذله من جهد، لا يوجد هنا شئ اسمه انقطاع الرواتب او ازمة غاز او بترول او ارتفاع للاسعار، ولا يباع الغاز هنا عن طريق "العاقل" ، هذا الكلام في صنعاء عند الحوثيين، اما هنا فالمواطن يشعر بانه في بلده فعلا وليس غريبا عنها، هنا يعيش الفلاح والطبيب والمعلم والكبير والصغير حياة كريمة تحت القانون ولا احد فوقه".