هناك انتصارات كبيرة ونوعية تجري في تعز. ليس غريب على تعز هذه الانجازات فتاريخ وواقع تعز يؤكد انهم السد المنيع وفي كل روح من ابناء هذه المدينة تسكن فدائية المدينة وهوية الوطن وروح الجمهورية فالتعزي يحارب في حذران وقلبه على مارب ويقاتل في الكدحة وهو يرفع صورة البطل عبد الغني شعلان. مناطق كبيرة تتحرر، قرى وجبال، ومساحات في كل اتجاه في المديريات الغربية. يغنم الجيش أسلحة ومعدات ثقيلة وهي نتائج مبهرة تكشف اندفاع ابطال الجيش وروحهم كما تكشف الإنهيار في صفوف مقاتلي الحوثي. و مع حقيقة ان الجيش بتعز بدون امكانيات كافية ولا دعم مناسب لكن الحقيقة ايضا ان ما نقص يكمله الروح لدى قياداته وافراده وهي قوة تقف وراء انتصارات الثوار والجيوش في كل الحروب. الصور البطولية الموازية لهذه الانتصارات بل والاهم هي الدعم والزخم الجماهيري، والحماس الشعبي المندفع وراء الجيش الوطني دون ان تؤثر فيهم عملية طويلة من التحريض ضد الجيش والتشويه و الانتقاص على طريقة غسل الدماغ الممنهجة وهو امر يظهر حقيقة جوهر الحاضنة الشعبية في تعز ووعي ابناء المحافظة الذين يعتنقون روح الدفاع عن الجمهورية ويرضعوا ذلك مع لبن امهاتهم مع وعي وطني متراكم وحاذق يفهمها وهي طائرة فيدرك حقيقة المعركة الدائرة في اليمن في عمقها وابعادها وتفاصيلها ويؤمن جيدا بأنها معركة تستهدف وجود اليمن كدولة ووطن وكرامة الانسان وتبدأ من الوعي. يسجل التعزييون مواقف وطنية قوية ووعي يستعصي على محاولة الإرباك والتشويش والغسل والتنويم و التغييب. هذا الحماس المنبعث اليوم في كل شارع وكل بيت هي الصورة الأبهى لهذه المعركة وبها تظهر خاتمة المعركة الوطنية والمدى المنتصر لملاحم اليمنيين ضد خرافة السلاليين ووحشيتهم التاريخية. فكل تعز متجهة اليوم غربا حيث انجازات الابطال، الناس تتجه بدون سلاح وكأنها في موسم تسوق لتشاهد المعارك عن قرب كمن يشاهد مسرحية وليس حركة حياة وموت وهذه احدى خصائص ابناء تعز المتصلة بالمغامرة والثبات عندما ينهضون في الانتصار لقضاياهم المصيرية. في المقابل صورة استقبال اهل القرى التي دخلها الجيش استقبال الفاتحين بينما ارتفع منسوب الشك عند الحوثي بمن يحمل السلاح في صفوفه من ابناء تعز ويستشيط غضبا من طريقة ادائهم المتخاذل بنظره. ذات يوم وبخ (علي ابو الحاكم) بعض قيادات متحوثة من تعز متسائلا لماذا يحارب ابن تعز في جهة المقاومة والشرعية بكل هذه البسالة ولا نرى هذا الصورة في من يحاربوا معنا والجواب معلوم فتعز جمهورية وروحها مع الوطن وتؤمن في اعماقها ان السلالة الامامية نقيض للوطن والحياة الكريمة وان تأنيب الضمير يثقل من يقف ضد الصف الجمهوري ويقيده وهو ذاته ينطلق مثل الصاروخ في حالة غير موضعه حيث يجد نفسه ويزهوا مفاخرا بدوره وهذا هو الفارق الذي لم يعرفه ابو الحاكم وخبرته عن تعز و هو يبحث عن الفارق بين ابناء العم والاشقاء والام الواحد ... والايام القادمة سيجعله يندهش حد الحسرة القاتلة. لا يوجد تعزي امامي ضد الجمهورية واي تموضع في المكان الخطأ لن يدوم وغير طبيعي. ولو وجد الدعم الكافي لتحول كل ابناء تعز الى قوة احتياط مقاتلة وباحتراف ولتم حرق المراحل واختصار الطريق إلى صنعاء فالناس هنا تعيش هم اليمن وتعشق الجمهورية كوطن ترفع صور شعلان والشدادي والقشيبي جنبا الى جنب مع شهداء تعز ولا تنسى التاريخ وابطال الامس عبد الرقيب عبد الوهاب و محمد صالح فرحان وحصار السبعين وقصائد الزبيري وشكيمة القردعي وقيادة النعمان وكرم الحروي فلدى ابناء تعز ذاكرة تحتفظ بتاريخ النضال ومعارك الحرية وصراع الانسان اليمني مع اعداء المشروع الوطني وخصوم حريته جيداً. فالذاكرة الوطنية إحدى الينابيع التي تحرك المعركة وتغذي الصمود وتنير الوعي، والذاكرة الوطنية الحية هي من تساعد مبكرا على افشال المخططات الخبيثة وتسقط المؤامرات. وتبقى الأجيال على جاهزية مستمرة كحارس يقظ على بوابة الوطن لا يغفو و لا يغفل. ولهذا نرى أعداء اليمن في الأمس واليوم كيف يحاولون طمس الذاكرة ليسهل لهم العبث بالهوية اليمنية وتزوير تاريخ اليمني وتغييب نضاله و واخفاء حقائق اعداء الوطن بل تزين بشاعتهم. ينتصر اليمني في المعركة حتما عندما يدير معركته بنفس طويل كمعركة وجودية وباعتبارها معركة وعي وهوية وتاريخ ومشروع وطن وكرامة أمة.