في مثل ما تعيشه - اليوم - اليمن و اليمنيون من ظروف استثنائية، و تحديات قائمة، و مشاق ماثلة، أهمها الحرب التي فرضتها عصابات الحوثي المدعومة علنا من إيران، و من المتربصين خفية و سرا، و مكرا و خداعا من غير إيران ؛ كل هذا فرض و يفرض على اليمنيين أن يوحدوا الجهود، و يرصوا الصفوف بما يوازي كل التحديات ، بل و يفوقها. الدعوة للنفير و الاستنفار التي أطلقها محافظ تعز لم تأت من فراغ، و لا جاءت كحركة نصف كُم، كما يقال، أو للاستعراض الإعلامي؛ و إنما جاءت كحاجة ملحة قائمة، و ضرورة آنية و مستقبلية في غاية الأهمية. لقد كان لهذا النداء؛ للنفير و الاستنفار الأثر البالغ، و كانت له روح سرت في كل الأوساط و الفئات، و تخطى النخب إلى مستوى الأسر و آحاد الناس في كل الشرائح الاجتماعية، الأمكنة في القرى و المدن؛ الأمر الذي يتطلب الإفادة و الاستفادة من هذا التفاعل المجتمعي، و يضع على عاتق النخب السياسية و الاجتماعية و الثقافية و الإعلامية .. و غيرها مسؤولية استثمار و توظيف هذا الوثوب الشعبي بحشد كل الطاقات للهدف الذي أطلق من أجله نداء النفير و الاستنفار .
لقد كان قول ذلك الصبي الذي عبر عن تفاعله بكلام بسيط البناء، قوي الفعل و الأثر و التأثير : مصروفي غدا للجبهة ! كان له أثر أيما أثر . ما عسى أن يكون مصروفه المدرسي ؟ كلا، هنا تكمن العظمة كل العظمة، هنا الروح، هنا الصدق، هنا الإخلاص .. هنا .. قل ماشئت من بركة و إيجابية . و قف عند قول الله عز و جل :"الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم".
يكفي بلاغة هذا القول و صدقه(مصروفي غدا للجبهة) أنه صار شعارا لفعاليات، و مادة للخطباء السياسيين و المرشدين، و الكتاب و النفير .. ! فماذا لو قال متعاطي القات، أو الدخان : ثمن هذا و ذاك اليوم للجبهة، و ماذا لو قال : صاحب متجر أو مطعم، أو .. أو .. جزء من ربحي اليوم للجبهة !؟
و من النفير و الاستنفار استيعاب كل الطاقات، و لا يعني النفير فقط الأشياء المادية من مال و بشر و أشياء، و لكن قد تكون هناك طاقات و قدرات توقفت بسبب ردود فعل متعجلة، أو بسبب حسابات خاطئة، أو لتقديرات معينة، فهذه الكوادر و القدرات من المهم أن يتم استيعابها و احتواءها، مادام هدفها صريحا و واضحا في رفض المشروع الظلامي للكهنوت الفارسي.
يجب أن يترجم كل أحد منا :( مصروفي غدا للجبهة ) بصورة عملية، كما يجب ألا يعلو صوت على صوت المعركة .