أريد أن أعرف لماذا عذب أبي بهذا الطريقة وأطلب محاسبة من تسبب بتعذيبه وموته.. بكلمات حزينة تحدثت ابنة المسن غيلان الأصبحي الذي تم اختطافه في مجزرة كنتاكي وقام بقايا النظام بتعذيبه حتى فقد الرجل صحته وإدراكه وقاموا برمية بجانب جامعة سبأ في مذبح في حاله يرثى لها.. وهو بين الموت والحياة حتى الناس في تلك المنطقة كانوا يرونه مرميا هناك ولا يعرفون ما به إلى أنه تم إبلاغ أهله عنه. تقول ابنته شعرنا بالقلق للاختفاء المفاجئ لوالدي فهو لم يكن يخبرنا أنه يذهب في المسيرات أو إلى الساحة خوفا علينا بعدها أبلغنا منظمة هود والجهات الأمنية عنه وبعد ثلاثة أيام من اختطافه وجده أهل الخير في أحد جيوبه ورقة بها رقم المنزل اتصلوا بنا فوجدناه في حالة يرثى لها وفاقد الإدراك والإحساس بالآخرين. تابعت قائلة: أخذناه إلى المشفى الاستشاري ورأينا على جسده أثار تعذيب وضربة في الرأس وأثار صعق كهربائي في رقبته أدت إلى جلطة في الدماغ أفقدته الإدراك وتدهورت صحته إلى أن توفي قبل رمضان في هذا العام . أضافت بحزن بالغ: سألناه ما الذي حدث؟ لم تكن إجابته إلا شلوني العسكر وعذبوني ومرة يقول: طلبوا مني أن أعمل شيء فرفضت عذبوني، كان يتعب كثيرا إذا تحدث بذلك ويحاول تذكر ما حل به.. وتدريجا لم يعد يتذكر أي شيء حتى نحن أفراد أسرته لا يتذكر أسماءنا ينظر إلى وجوهنا بعمق، يقول انتم من أهلي.. لا يدرك أنني ابنته وباقي أفراد عائلته لم يعد يستطيع الاعتناء بنفسه.. ألم ووجع موحش نشعر به فكيف كان أبي قبل تعذيبه.. وكيف صار.
خدم الوطن والثورة.. فكان مجهولا غيلان الاصبحي.. أفنى عمره في خدمة الوطن وقدم روحه وجهده في سبيله ومع ذلك لم تضمن حتى حقوقه كأي فرد كان له إسهاماته في الوطن حتى راتبه رحلوه ولم يعد له أي حقوق تذكر. تقول إحدى قريباته: عمل الشهيد في الجيش جراحا وقدم للوطن الكثير والمضحك أن راتبه أخذوه حتى علاجه تعبت أسرته بشدة وكلفها الكثير وباعوا بعض ممتلكاتهم للتخفيف من ألمه إضافة للمعاناة النفسية الشديدة ورؤيته يعاني بصمت فعندما كان يتعب يدق رأسه بالجدار ونسأله ما بك؟ يقول: تعبان جدا، أصبح إنسان بلا روح أو هدف. تضيف ابنته: الحزن يلازمنا لليوم وأكثر شيء يحرقنا.. من الذي فعل به هكذا لماذا عذبوه ما ذنبه.. نسأل الله أن ينتقم لنا منهم. فقدنا الحنان والحب والرحمة وسؤاله الدائم أثناء مرضه واستشهاده..كان هو عمود البيت ومن يتحمل المسئولية فلما رحل عرفنا قيمته الحقيقية حتى أولادي الصغار كانوا يتساءلون ماذا جرى لجدي.. الشيء الذي لم ينساه هو صلاته.. الحمد لله عاش كريما ومات كريما. ماهر الأديمي أحد أقارب الشهيد وعامل في مخازن الأدويه بالمشفى الميداني يقول عنه: رأيت الشهيد بعد فترة من تعذيبه كان في حالة صعبة جدا فقد قوة نظره وأيضا أصيب بشلل جزء من جسمه بسبب التعذيب كنت أحاوره أحيانا وهو لا يعرف من أنا لشدة مرضه.. قدمنا العديد من الشكاوى للمنظمات ولا زلنا نتابع حتى يتم محاسبة من تسببوا في تعذيبه ووفاته. وفي آخر حديثنا أضافت ابنته: أريد أن تثبت حقوق والدي التي ضاعت طوال عمره.. وأطلب بمحاسبة من تسببوا في تعذيبه ووفاته فلن تهدأ نفوسنا حتى نعرف من عذبوه. قصة غيلان واحدة من قصص كثيرة للمعاناة التي يتجرعها المعتقل وأسرته. وإلى الآن لم تجد لها معالجات حقيقة لوقف معاناتهم والالتفات لمطالبهم، والتي من أهمها محاسبة من عذبوا ذويهم وأفقدوهم وأسرهم طعم الحياة الحقيقية