بسم الله الرحمن الرحيم لقد ضُربوا وأُوذوا وسُحبوا وجُوعوا، وما ذاك إلا لأنهم يدعون إلى دعوة الحق، ولكن لماذا لا ننتصر لماذا نؤذى، ونضطهد هل نحن على الحق!؟ فيأتي التوجيه المتيقن بغلبة الحق على الباطل، وإن طال الأمد، وقل الناصر وإن تهاوى الليل بأستاره ليزيل ضوء النهار يأتي القول المضمد لألام أتباعه ليبث في قلوبهم الأمل بقرب النصر: أقسم أن الله سبحانه سيتم هذا الأمر.. ((ولكنكم قوم تستعجلون)). ولكنكم قوم تستعجلون مع أنكم تعلمون علم اليقين أن النصر مع الصبر، ولكن هناك من يتساقطوا على جنبات الطريق ليعرف من يصبر إلى آخره ومن يستعجل الثمرة لشهوة في نفسه أو خبل في عقله. فلربما وصلت الروح الحلقوم وظننا أنا أحيط بنا فما هيا إلا اللحظات التي يأتي فيها الفرج وغالبا ما يأتي ذلك الفرج في اشد المحن كما أن الفجر لا ينبثق حتى يغطي ظلام الليل الآفاق. إن الأمور ليست بأيدينا حتى ندير عجلة النجاح والفوز، ولكن الأمور بيد صاحب الأمر فليس لنا إلا أن نتخذ إلى ذلك سبيلاً، وهو اتخاذ أسباب الأشياء فلا أنا نترك الأسباب وننهزم ونتخاذل وننتظر المنتظر ولا أنا نتراجع ونيأس بما نتلقاه على رؤوسنا من ضربات بل نعمل فإن وصلنا فذاك وإلا فقد عذرنا. يقول الشاعر الجاهلي: بكى صاحبي لما رأى الدرب دوننا 0000 وأيقن أنا لآحقون بقيصرا فقلت لا تبكي عينك إنما 0000 نحاول ملك أو نموت فنعذرا فيعذرنا من أتي بعدنا وينصفنا التاريخ بأنا بذلنا جهدنا فلم نتراجع فقد يأتي من يكمل ما رسمناه للوصول ويصححوا ما فاتنا من قصور فلا يأس مع الحياة وإن الله لا حب القانطين اليائسين من الحياة وهي السبيل إلى دار الخلود العميم فإذا صبر داعي الحق وثابر وسلك الطرق توصل إلى المقصود ولكن بدون فوضى وبدون استنفار وبدون إثارة الشقاق وبطرق منظمة لأن من مخالفينا من يمشون على خطا ثابتة منظمة ويحصلوا على مقصودهم، فالله لا يضيع عمل العاملين، ولا يحب الدراويش المتخاذلين السطحيين الذين تأخذهم العواطف حتى يثوروا ويستنفروا فإنه قد يفوتهم شيء كثير وربما حصل منهم زلة تفسد كل ما بنوا إن كانوا قد بنوا شيئاً . فهناك من يعجبك قوله في متنفس الأزمان فما إن يمتحن بضيق حتى يقول يا ليت لي مثل ما لدى أهل الترف وثم يقول وَي كأنه لا يفلح المترفون، فيظل طوال حياته بين التمني إما لما فوقه وإما بمعافاة الله له ممن تشوق ليصل إليهم، واشد منهم وأقبح من يستغل احترام الناس فإن أعطوه رضي وإن منعوه سخط، بل ولربما وصفهم بأفظع الألفاظ وكأن ليس على الأرض من هو مثله أو يدانيه فإلى الله المشتكى.