في الآونة الأخيرة بدء صوت الحكومة يعلوا ولكن شاكيا ومناشدا ولا يحمل أي موقف يٌعتد به ..!؛ فقد صرح وزير الخارجية مؤخرا من أن الانقلابين قد تمكنوا خلال الاربعة الأشهر الماضية وبالتحديد منذ توقيع اتفاق ستوكهولم عن استحداث سبعمائة وخمسون موقعا وخندقا داخل مدينة الحديدة، بعد أن كان ذلك العدد سبعون خندقا فقط قبيل التوقيع على التفاهمات ( الاتفاقية المشئومة) ..!؛ وكشف ناطق الجيش الوطني من أن المليشيات الانقلابية قد استجلبت عشرات المقاتلين الافارقة ونشرتهم بالجهة الشمالية من مدينة الحديدة - ولو صح هذا ،فهو يدّل على تراجع القدرة التحشيدية للانقلابين بمقاتلين يمنيين من جهة ،وبسبب استهداف التعزيزات من التحالف من جهة ثانية-،وذلك بهدف تكثيف تعزيزاتها القتالية من اجل القيام بأعمال قتالية في مدينة الحديدة ..!؛ والغريب بالأمر أن سلطات الشرعية بكافة مؤسساتها اكتفت بالرصد والمراقبة والشكوى والمناشدة فقط ،و احيانا تسمع التهديد اللفظي بالحسم دون أن تلمسه على ارض الواقع ،بمعنى الالتزام التام بالهدنة وعدم التعزيز عسكريا على أرض الواقع ،بل يقال ان الوية العمالقة قد انتقل جزء من قواتها للقتال في جبهة أخرى ..!؛ وعلى العموم أرى أن هناك جملة من العوامل والظروف التي منعت الحسم العسكري بالحديدة وحافظت، بل وعززت من تمكين الانقلابين بالسيطرة على الحديدة وموانئها والتي تتمثل بالآتي :_ تراخي ومرونة وقبول السلطة الشرعية بتوقيف القتال بالحديدة بعد ان كانت على مسافة لا تزيد عن (3 كيلومتر) من انهاء سيطرة الانقلابين على محافظة الحديدة ؛ كذلك الذهاب الى السويد بعد ذلك والقبول بالتفاوض مع المنقلبين على الشرعية على اساس مجزأ بدلا من استخدام القوة والتفاوض من أجل انهائه ،فتفاهمات السويد هي تثبيت معادلة الندية والتنازل المتبادل ،بل أن الشرعية يضغط عليها أكثر من طرف الانقلاب ،فأقرت تلك التفاهمات بالتفاوض من اجل انسحاب متبادل،وتبادل اسرى_ وهو ملف انساني كان قد روج له على انه الملف المحسوم والذي لم نعد نسمع عنه ولا التذكير به_ والتفاهم على القضايا الاقتصادية والايرادية والانتقال بعد ذلك للحلول الترقيعية لتعز وما شابه ذلك ..؛ وهذا في ظني اكبر خطأ ارتكبته الشرعية ..؛ ومن العوامل ايضا صراع الدول على الممرات المائية والرغبة بالاستحواذ عليها ،انعكس ذلك في تأدية الدور المخجل وغير المحايد من قبل المبعوث الدولي الذي حافظ على التوازن وإبقاء الصرع بدعمه للانقلابين وعدم ادانتهم على عرقلة تنفيذ اتفاق ستوكهولم منذ ثلاثة اشهر خلت وعدم تنفيذ حرف واحد من تلك التفاهمات ؛ ولا شك أن مراوغة الحوثة واستعمالهم لحاجات الناس والكارثة التي حلت ولازالت بالمواطنين وامتلاكهم جيش كبير من النشطاء بالخارج يؤدون ربما أكثر مما تقوم به سفاراتنا مع كل آسف قد ساهم في تفهمهم من قبل دول وشعوب ونخب بعض تلك المجتمعات فشكل ضغطا اضافيا على الدول لعدم تسليح التحالف وإيقاف الحرب وكل ذلك يخدمهم وعلى حساب الشرعية التي لم تتجاوز المناشدة والشكوى وعليه ان تتخذ قرارات صعبة وقوية وإرادة للتحرير وتتحمل تبعاته اما هذه المراوحة فستجعل الانقلابين هم من يصنعون الاحداث ويفرضون الشروط ويؤخرون الحسم ويستمرون بالسيطرة على الحديدة وموانئها والعاصمة وطوقها و صعدة وما جاورها ..!