بعد انفراج أزمة 2011 عبر اتفاق المبادرة الخليجية التي نتج عنها انتخابات رئاسية وتشكيل حكومة وفاق ، كان حزب المؤتمر الشعبي العام موحداً حينها ومتماسكاً ولكنه اتجه من بداية تلك الفترة نحو مرحلة جديدة قادته نحو تعميق الخلافات رويداً رويداً حتى ظهرت تلك الخلافات للعلن وشقت الصف المؤتمري . تأجيج الخلافات داخل المؤتمر هو مخطط اخواني حوثي . حيث ان الطرفان الحوثي والاصلاح يجدان ان حزب المؤتمر هو العقبة الكؤود التي تقف امام وصلوهما للاستحواذ على السلطة ، ويجدان ايضاً ان الحل هو تقسيم المؤتمر لاضعافه وتشتيته . حزب الاصلاح في بداية المرحلة الانتقالية احاط حول الرئيس هادي ومكتب الرئاسة واستخدم طريقة خطيرة عبر الإعلام وغيرها سعى من خلالها لإثارة الفتنة بين هادي وصالح. جماعة الحوثي التي ايضاً في ذلك الوقت احاطت حول صالح واستخدمت طريقة تحريضية لانصار صالح ضد هادي . حزب الاصلاح كان يرى ان تفريق المؤتمر سيجعله يستخدمه في محاربة بعضه مما يفسح له المجال بالاستحواذ على السلطة لوحده سواءً عبر انقلاب او غيره . وكذلك الحوثي كان يرى ذلك . في بداية المرحلة الانتقالية كانت العلاقة بين صالح وهادي ممتازة . وكان هادي يحمل نوايا طيبة تجاه عائلة صالح وكان صالح يميل نوعاً ما إلى ان هادي سيكون مرشح المؤتمر للانتخابات الرئاسية القادمة. حينها بدأ الحوثيون عبر الجناح المتحوث داخل المؤتمر مغازلة صالح حول ان يكون نجله احمد مرشح الرئاسة والتي استمرت هذه المغازلة حتى قيام الانقلاب الحوثي . حزب الاصلاح اظهر بطريقة اخرى انه متحالف مع هادي ضد صالح لمحاربة المؤتمر واقصاءه عبر بعض القرارات التي يورط بها الاصلاح هادي عن طريق مدير مكتبه. مما أثار بعض المؤتمريين ضد هادي ، وحينها بدأ الصراع الإعلامي الذي كان يشنه انصار صالح ضد هادي ويظهر الاصلاح انه مدافع عن هادي حتى تطور الخلاف ليظهر تصريح صالح لترشيح نجله احمد للانتخابات القادمة الرئاسية واعلن المحاربة لهادي ووصل الأمر لاظهار الوقوف ضده . بعد مقتل صالح الناتج عن خلافه مع الحوثي ، وجدت هناك فرصة لتوحيد المؤتمر وفتح صفحة جديدة وتقريب وجهات النظر بين هادي وعائلة صالح على ان يتحد كل مؤتمري خلف الرئيس هادي كونه الاحق لقيادة المؤتمر ويعتبر الرجل الاول فيه حالياً . ولكن حزب الاصلاح واخطبوطه المدسوس داخل الإعلام المحسوب على الشرعية استخدم اسلوب غير مباشر لمحاربة ذلك التقارب. واظهر ان ذلك التقارب ليس الا بمثابة انكسار تحت قيادة الاصلاح . أيضاً الحوثي بعدها استخدم طريقة لاستقطاب المؤتمر التابع لآل صالح حتى تم اختيار احمد علي نائباً لرئيس مؤتمر صنعاء الواقع تحت سيطرة الحوثي ، والحوثي لم يكن بهذه الطريقة يحب المؤتمر وآل صالح ومعترف بخطأه بحقهم ويعتذر لهم عما حدث ، ولكنه اراد تعزيز الشقاق والانشقاق داخل المؤتمر ليمنع ويصد اي توحد مؤتمري بين هادي وعائلة صالح .