بادئ ذي بدء فإن من سياسات المليشيا الحوثية ومن تكتيكاتها الاعلامية أنهم ينسبون مقتل أي رمز من رموز الجمهورية ممن ينتسبون للجيش الوطني لهم ويصنعون منه انجازا عظيما دفعا لمعنوياتهم وتحبيطا لمعنويات خصومهم . الفريق عبدالرب الشدادي كان الشخصية الأبرز في الجيش الوطني المرتبطة بالميدان وفي اهم جبهات العزة والشرف (مارب ) والرجل العسكري الأوفر حظا بالتقدير والإحترام عند جميع من عرفه وسمع به وبإخلاصة ونزاهته وقوته وأمانته. لم يكن الفريق الشدادي قائدا عسكريا فحسب وإنما أنموذجا نادرا للقيادة فجمع بين البساطة والمهابة فهو بسيط سهل متواضع مع من يقودهم ومهابٌ حين تموضعه في صدارة الصفوف واعتلائه للمنصات وامتطائه للآليات العسكرية وارتقائه للجبال لمنازلة العدو وفي خطوط التماس القريبة من العدو. لقد أدرك الأعداء أن رجلا كالشدادي إنما هو أمة قائمة بذاته وهمة متقدة متقدمة لاتعرف التراجع أو النكوص واستهدافه إنما هو استهداف لركن شديد في الشرعية والجمهورية فإذا ماتهاوى الركن تأثر ماحوله وتصدع وآل إلى الترنح والسقوط . جرت محاولات عديدة لقتل الفريق الشدادي وفي 7/10/2016 تم استهداف الفريق الشدادي استهدافا مركزا - تعددت روايات طريقة استهدافه - قضى فيه نحبه مع بعض رفاق دربه في جبهة صرواح وما أدراكم ماصرواح ؟ إنها الجبهة التي كاد الجيش الوطني في عهد الفريق الشدادي أن يصل إلى سواق صرواح ومركزها في منتصف العام 2016 م والذي لم يبعد سوى مئات من الأمتار عن الجيش الوطني. جبهة صرواح من الجبهات الأقرب للنفوذ إلى صنعاء وتحرك الإنتصارات فيها سيريح جبهة نهم ويخفف من ضغوط العدو هناك وسيتيح لها التقدم صوب مناطق ومراكز استراتيجية متحكمة في صنعاء كنقيل بن غيلان ومابعده من مرتفعات تطل على صنعاء وستؤدي انتصارات جبهة نهم وجبهة صرواح إلى وضع العدو في صنعاء بين فكي كماشة تطبق عليه من جهتها الشمالية والشمالية الشرقية والجنوبية والجنوبية الشرقية . انتصارات الجيش الوطني وتقدمه في صرواح لم تَرُق للتحالف فتعرضت صرواح لأكثر من ضربة من طيران ومدفعية التحالف ( نقول التحالف وليس الإمارات لإن التحالف منظومة متكاملة وتدار من غرفة مشتركة ) أدت إلى مقتل العشرات من أفراد الجيش الوطني وكانت توصف تلك الضربات يومها بالخاطئة ويجري التبرير لها من قبل الاعلام الرسمي والحزبي الموالي للشرعية غير أن قيام طائرات التحالف باستهداف الجيش الوطني في اواخر شهر اغسطس الماضي بمنطقة (العلم )قريب عدن عقب دعم تمرد الانتقالي فيها كان دليلا كافيا بأن ضربات طيران التحالف ومدفعيته السابقة في العبر ونهم وصرواح لم تكن إلا عمدا مع سبق الإصرار والترصد . في الذكرى الثالثة لاستشهاد الفريق الشدادي فإن من صريح القول التأكيد على أنه وبنسب مختلفة حسب الفاعلية و التأثير والأثر فإن مليشيا الإنقلاب كعدو مباشر والتحالف كحليف متواطئ ومتخاذل والشرعية كسلطة مستضعفة ورخوة ويتحكم بها التحالف شركاء رئيسيون في مقتل الفريق الشدادي وكثير من ابطال الجيش الوطني وبات لزاما وفرضا على الشرعية اليوم قيادة وحكومة ومكونات سياسية فاعلة فيها حماية الجيش الوطني قيادة وأفرادا من مغبة استضعافة والنيل من رموزه وهيكلته من قبل التحالف فهو - الجيش الوطني - ذروة سنام الشرعية وركن الجمهورية الشديد والنيل منه إنما يزيد الشرعية ضعفا وهوانا ويباعد بينها وبين العودة للحكم من صنعاء عاصمة الجمهورية واليمن الاتحادي ويمكن للإنقلاب من التجذر والتصلب ودوام تمرده وارهابه.