لو لم يكن لوزارة الثقافة اليمنية في مناسبة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010 ( المجهضة ) إنجاز إلا طباعة ( أسفار ) الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محيي الدين بن العربيى لكفى , فالكتاب غني عن التعريف و على الرغم من أن البعض جعله موضع جدل إلا أن ذلك يزول بزوال الأسباب وهي نصوع الحقيقة التي جعلها المحقق عبدالعزيز المنصوب جلية ناصعة أمام القاري الذي لم تخالط فطرته لوثة أو درن فسرعان ما تطمئن النفس السوية من ذوي الألباب والفكر الراجح الذي يعي ويتفكر ويتدبر في ما يقراء فسيجد متعة لا تضاهيها متعة في قراءة تلك الأسفار , قد لا يجدها بكل تأكيد في الكثير من الكتب. و من هذه الأسفار استخلص الباحث والمؤرخ السيد جعفر بن محمد السقاف جزئية بسيطة جعلها بتوسع محاضرة له في مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بعنوان ( الأنصار في الفتوحات المكية لابن العربي ) تمحورت في فضائل ومناقب الأنصار رضي الله عنهم . و في متن محاضرته استشهد المحاضر بما ورد في الفتوحات المكية من حديث رسول الله صلى الله عليه وآل وسلم , لما اشتد كربه من المنازعين ( إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن ) وهو ما مشى إلى اليمن لكن النفس أدركه من قبل اليمن وما أدركه حتى أتاه , فجاء بالتنفيس من الشدة والضيق الذي كان فيه بالأنصار رضي الله عن جميعهم , فتقدم إليه النفس في باطنه وقلبه مبشراً بم يظهره الله نصرة للدين وإقامته على أيدي الأنصار. وبين سرد وتعقيب عدد المحاضر العديد ممن الأحاديث الشريفة في مناقب وفضائل الأنصار و قد ذكر السيد جعفر السقاف ( 90 عاما ) بعض ممن عرفهم وعاصرهم وعاملهم من فروع وأغصان الأنصار وقد خص بالذكر شخصيات جليلة من أسرة آل باحميد التي ينتهي نسبها إلى شيخ الأنصار الصحابي الجليل سعد بن عبادة , حيث أورد المحاضر فضائل جمة لهذه الأسرة الجليلة و أدوارها عبر التاريخ في خدمة العلم و الدين و ارتباطها الوثيق بآل البيت في مختلف مدن حضرموت و الجزيرة العربية و تعتبر بلده مدوده ( إحدى ضواحي مدينة سيؤون ) معقلهم الرئيس وفيها مثوى الشيخ الصالح الذائع الصيت عبدالله بن ياسين . وبما أن الموضوع يجمع بين المناقب والتاريخ فقد كان الحضور والتعقيبات و المداخلات كثيرة وتعددت أغوارها بقدر ما وفق إليه المحاضر.
