تحل هذه الأيام الذكرى ال81 لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ، وهي تعيش عهدا مميزا تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه ،وتواصل المملكة العربية السعودية مسيرتها إلى الأمام وهي تمر بنهضة تنموية هائلة وتعيد هذه الذكرى كذلك إلى الأذهان جهود الملك المؤسس الذي كان أول حاكم مسلم يدعو إلى التضامن الإسلامي، حيث دعا رحمه الله إلى أول مؤتمر إسلامي عام في تاريخ الإسلام وذلك في عام 1345 ه بحضور وفود من الدول الإسلامية. وبفضل السياسة الحكيمة وتلك المبادرات الرائدة، بات العمل على وحدة صف المسلمين والتضامن فيما بينهم والتعاون والتكافل، إحدى السمات المميزة لثوابت السياسة السعودية، وفي ذلك قال الملك عبد العزيز رحمه الله: "إن أحب الأمور إلينا أن يجمع الله كلمة المسلمين فيؤلف بين قلوبهم، ثم بعد ذلك أن يجمع كلمة العرب فيوحد غاياتهم ومقاصدهم ليسيروا في طريق واحد يوردهم موارد الخير". وفي غمرة احتفال الشعب السعودي بالذكرى ال81 لليوم الوطني، يحق لكل سعودي وعربي ومسلم أن يشيد بالمكانة الكبيرة التي أضحت المملكة تتمتع بها على المستويين الإقليمي والدولي بفضل السياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وبعد نظره واستشرافه للمستقبل. لقد غرس الملك عبد العزيز- رحمه الله -غرساً طيباً مباركاً تعهده أبناؤه الكرام من بعده فكان التمسك بالعروة الوثقى والالتزام بالجد والوفاء والمثابرة والتقدم فتحدثت عن ذلك الأفعال قبل الأقوال وشهدت به الإنجازات قبل التصريحات فأصبحت المملكة مثلاً يحتذى به ،ونبراساً يقتدى به في التطور والنمو في مختلف الميادين العلمية والاقتصادية والثقافية والحضارية . إن الاحتفاء والاحتفال باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يدفعنا جميعا – سعوديين وعرب ومسلمين- إلى الغوص في أعماق التاريخ القريب لنستشعر جسامة الأحداث التي ارتفعت على إثرها راية التوحيد في المملكة ومدى الأخطار التي تعرض لها رافعوها بقيادة صقر الجزيرة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه ،عندها ندرك أهمية الاحتفال باليوم الوطني للمملكة ،ذلك اليوم الذي ودعت فيه هذه الأرض الطاهرة كل عهود التخلف والتشتت و أسباب التيه والضياع لتقف على أرض صلبة تطرق من خلالها كل أبواب التقدم والتحضر لترقى بعدها قمم المجد العريض وتصل إلى المعالي. وإننا إذ نشارك إخوتنا الأشقاء في المملكة الاحتفال بهذا اليوم الوطني المجيد فإننا نحاول أن نستحضر كل القيم والمفاهيم والتضحيات والجهود المضنية التي صاحبت بناء هذا الدولة العملاقة ،لنعبر عما تكنه صدورنا من محبة وتقدير للمملكة قيادة وشعبا وأرضا وبالأخص لمن كان لهم الفضل بعد الله تعالى في ما تنعم به المملكة من رفاهية واستقرار ، فمن نعم الله على هذه البلاد الطاهرة أن اختصها بقادة في سمو مكانتها وخصوصيتها ، فلم تتوقف مسيرة الخير والنماء منذ أن جمع الله شمل هذه البلاد على يد المؤسس رحمه الله و أبنائه من بعده وحتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، حيث شهدت المملكة في سنوات قلائل قفزات حضارية لا مثيل لها في جميع المجالات وحققت المملكة في فترة وجيزة لا تكاد تذكر ماحققته دول في مئات السنين ، ولو أردنا أن نتحدث عن هذه المنجزات الشامخة لاحتجنا إلى مجلدات لتفصيلها ، فما حققته هذه المملكة في المجال الاقتصادي والتعليمي والأمني أمر يصعب وصفة ويضيق حصره حتى أصبحت مضرب الأمثال في محيطها الإقليمي في الاستقرار والرخاء والتنمية . كما أن من أبرز ما يجب الحديث عنه في هذه المناسبة هو الاهتمام الكبير الذي أولته قيادة المملكة للمواطن السعودي من حيث ،تعليمه والسعي نحو تأهيله وتدريبه في مختلف المجالات فكان بسط التعليم الأساسي في جميع أرجائها وكانت الجامعات العملاقة والمؤسسات التعليمية المتخصصة ، وبرامج الإبتعاث الخارجي التي آتت وستؤتي ثمارها للوطن عاجلا وآجلا. ومما يجدر ذكره في هذه المناسبة الغالية علينا جميعاً هو ماقدمته المملكة للأمة العربية والإسلامية من خدمات عظيمة ،والشيء من معدنه لايستغرب، فهي مهبط الوحي ومنطلق الرسالة وقبلة المسلمين ، حيث أولت منذ نشأتها الإسلام والمسلمين اهتمامها وعنايتها فعمرت مساجد الله وبيوته في أنحاء الأرض مبتدئة بالحرمين الشريفين الذين شهدا في عهد الدولة السعودية أعظم توسعه لها عبر كل العصور وآخرها اكبر توسعة اعتمدها خادم الحرمين الشريفين إذ بلغت القيمة الإجمالية للتوسعة القادمة اكثرمن 80 مليار ريال سعودي، وهذا رقم لم يحصل في تاريخ المنطقة برمتها، فأصبح الحج إليها في غاية اليسر بعد أن كان قطعه من العذاب وأصبح الحرمان الشريفان مفخرة لكل المسلمين كما جعلت راحة حجاج بيت الله وزوار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم شغلها الشاغل بحرصها على توفير كل سبل الراحة لهم وسخرت لخدمتهم كل إمكانيات هذه البلاد في تفان شهد به القاصي والداني . وانطلاقاً من دورها الرائد في المنطقة، واهتمامها بأمر المسلمين فقد وجدت منها قضايا الأمة كل مناصرة في المحافل الدولية مستعينة في ذلك بما وهبه الله لها من مكانة روحية واقتصادية ، كما تجلت هذه المناصرة في إسراعها لنجدة المنكوبين سواء في الدول العربية والإسلامية وغيرها لتكون المملكة دائماً هي مملكة الإنسانية السباقة إلى إغاثة كل ملهوف ومحتاج ولعل فوق هذا كله هو تقديمها للعالم نموذجاً للدولة الإسلامية العصرية التي جعلت كتاب الله شرعة ومنهاجاً تهتدي به في جميع أمورها وأحوالها الأمر الذي جعلها مثالاً للأمن والاستقرار . وحسبنا ما ذكرناه آنفا ولو تطرقنا إلى ما تقوم به المملكة في جميع المجالات لضاق بنا الوقت ذرعا ، ولا يسعنا هنا إلا نختم هذه الأسطر المتواضعة بان نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وإلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وإلى كافة أفراد الأسرة المالكة الكريمة والى كل سعودي وسعودية ومقيم على ثرى المملكة الطاهر. وكل عام والمملكة أرضا وإنسانا بخير [email protected]