لا يذكر اسم د سلطان الصريمي كشاعر غنائي كبير الا ويذكر معه الفنان المختلف عبد الباسط عبسي، الذي شكل معه ثنائيا فريدا ابتداء من أغنية "واعمتي منو شقول لمسعود" ، التي ظهرت مُغنَّاة أول مرة في مدينة الحديدة اوائل سبعينيات القرن الماضي" 1972" ، فصارت (...)
على مدى عشرة أعوامٍ، شاءت لي الأقدارُ العملَ مع الأستاذ عبد الباري طاهر في مجلة "الحكمة" (2001-2010)، ومزاملته في المجلس التنفيذي لاتحاد الأدباء والكتاب منذ تلك اللحظة حتى الآن. ومنذ أشهر، نعمل سويةً مع مجموعةٍ من كبار مفكري البلاد ومثقفيها في (...)
المركزي والسينما
أن تأتي كلمة "مركزي"، في سياقِ حديثٍ في مدينة تعز، فإنها تشير صراحةً إلى السوق الأشهر فيها الذي نشأ على تخوم "المدرسة الأحمدية"، والتي صار اسمها لاحقاً "مدرسة الثورة الابتدائية"، تمييزاً لها عن "مدرسة الثورة الثانوية" التي بناها (...)
(1) السفر إلى عدن
السيارة ورائحة النارجيل والصابون
كنت على عتبة السادسة، حين قرر أبي أخذي معه إلى عدن، لم يثنه عن ذلك بكاء الأم على وحيدها. كانت حُجته أنه سيتمكن من تعليمي هناك، وأن إحدى قريباتنا، التي تقيم في المدينة، ستعوضني عن غياب الأم، والأهم (...)
وانت في الثالثة والخمسين
لم تزل تنهض في الخامسة صباحا،
حتى وان كانت رأسك ثقيلة كشوال رمل،
حشاها النوم المتقطع بالكوابيس.
ولم تزل تجد
في المشي الصباحي الطويل
ترياقا للتخفف والنسيان،
حتى وان قرعتِ الذكرياتُ التافهة
بطبلها الاجوف اسفل اذنيك.
وانت في (...)
المثقف الرفيع والمترجم النابه والاهم الانسان النبيل مات، بلا مقدمات.
في ضجيج السبعينيات تشكل في اطار اليسار، وكان شاهدا على التحولات الاجتماعية والثقافية في المدينة التي احبها فأقامت تحت جلده الاسمر، وكان يقول وبضحكته المميزة انه صومالي لكنه خلاصة (...)
في تجوالي الصباحي الذي يبدأ من الحارة وينتهي بها، مرورا بالمقهي والسوق، اصادف عشرات المشاهد والوجوه، بعضها صار لازمة مألوفة، وجزءا اصيلا من نسق التجوال ومتعته، التي افتقدها ان لم تصر فاعلة في تفاصيله.
اصادف احيانا وبأوقات متقاربة ثلاثة اشخاص (امرأة (...)
كان معلما متعلما
حناطا متثقفا
كاتبا يريد تغيير العالم بكلمة
(عبدالله البردوني واصفا محمدالربادي)
المتفحص للتكوين الثقافي الباكر للراحل محمد علي الربادي (1936 1993) سيجد ان ارث حركة الأحرار اليمنيين وتكوينات مستنيريها المعرفية والسياسية صارت جزءا (...)
بعد سنوات اربع من الحرب بدأت تتعين على الارض حصص القوى الرئيسة المنخرطة فيها وتموضعاتها. ففي الوقت الذي صار الحوثيون، بعد تصفية صالح وتفكيك منظومته، القوة العسكرية الوحيدة الاكثر استحكاما في الشمال" الجغرامذهبي " واطرافه القريبة التي كانت تتمدد بها (...)
لقرابة عقدين من الزمن كنت قريبا من عبدالرحمن حسن الاهدل ، عرفت عنه "كأديب وسياسي ونقابي" الشيء الكثير، لكني حين توفي في 21فبراير 2008 في صنعاء لم استطع الكتابة عنه الا بقليل من الكلمات ،التي لم اتبين جنسها حتى الان وتضمنها كتاب اربعينيته، وكان (...)
منذ ثلاثة عقود ونصف حضر هشام علي بن علي كواحد من المثقفين المختلفين في اليمن، لم تمتصه الوظيفة الرسمية - كوكيل مؤبد لوزارة الثقافة - بل كان قادرا على تحويل هذا الموقع الى مرموز للمثقف غير المستكين، الذي باستطاعته احداث الفارق والمفارق بواسطة الكتابة (...)
في مارس 2014 نشرت هذه المادة تحت عنوان (بعيدا عن القيادة قريبا من المشروع .... لماذا التعويل الان على الاشتراكي؟) ، وبعد اربعة اعوام ونصف ، لم ازل عند ذاك الموقف، على الرغم من الانهدامات الكبرى التي احدثها الحرب ومفاعيلها، والتي جعلت من يقينيات (...)
لم يكن ينقص الحالة اليمنية سوى ان يتلملم موالو صالح من العسكريين الصغار ،الذين نفذوا بجلودهم من صنعاء بعد تصفيته من قبل حليفهم الحوثي في 4 ديسمبر 2017 ، في تكتل ميليشاوي اطلقوا عليه اسم "حراس الجمهورية " ، والمشتقة تسميته من مرموزهم العسكري "الحرس (...)
يوما ما ستضع الحرب اوزارها ، وستصمت المدافع والصواريخ، سيتفق اللاعبون الاقليميون على توزيع "البلاد الاطلال" بملفها الامني المفتوح ،وميوعة سياستها، وتهتك اقتصادها على وكلائهم المحليين الذين يشكلون اليوم قاعدة القتل ومدماكها . ستُمهد كل الطرق امام (...)
القرار الغبي القاضي بإغلاق جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية، اعطى مبررا قوياً لمشغلي اقتصاد الحرب، المنتسبين لمليشيات القتل ،في المتراسين، لامتصاص المتبقي في جيوب ومدخرات الناس المغلوبين على امرهم ،والذين يعانون منذ ثلاثة اعوام من تغول اللصوص (...)
تحل اليوم الذكرى الخمسون لانقلاب الخامس من نوفمبر 1967 وهو العمل الاول والمنظم لاسقاط الجمهورية الاولى، وجاء تتويجا للمؤتمرات القبلية والسياسية المناهضة لمشروع التحول الذي بشرت به ثورة 26سبتمبر 1962.
فالتحالف القبلي برموزه المشيخية والجمهوريين (...)
ما قبل ظهيرة 24 اغسطس 2017 ليس كما بعدها، فالانكسار والرضوخ الذي ابداه "صالح" للحوثيين في خطابه بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي في ميدان السبعين ،هو الذي اوصل الاستضعاف الى لحظة انكشافه.
الاستعراض العسكري ،برسائله المتعددة، (...)
القول بان اليمن كمشكلة، يمكن ان تعبر عنها "تعز" كحالة معمقة، قول فيه الكثير من المعقولية. فالانقسام الافقي اسطع وضوحا فيها، كتمثيل للهتك الاجتماعي والسياسي الذي تتعرض له البلاد شمالا وجنوبا منذ انقلاب سبتمبر 2014، اما المشكلة المناطقية فيها صارت (...)
بعد اشهر قليلة ستظهر التناقضات الحقيقية في بنية سلطة دولة الوحدة وتقاطع مصالح اطرافها، فعمل المركز ، كما دأب دائما، على تظهير تحالف عسكري وقبلي وسياسي وديني، لخوض معركة حاسمة مع شركاء الوحدة، هيأ لها الملعب بكل الادوات. معركة اوهمت الكثيرين بطابعها (...)
حضرت "المسألة اليمنية"، في التعاطي السياسي خلال القرن العشرين، على خلفية تنازعات الدول المتحكمة بإدارة البلاد بمجزؤاتها الجغرافية، التي اريد لها ن تكون معادلا هوياتيا فضفاضا، يسهل على قاعدته ادارة صرعات تبدأ ولا تنتهي.
فالدولة العثمانية ،التي كانت (...)
بمعاينة فاحصة لمعادلة الحرب، سنلحظ ان الاطراف المؤسسة فيها لم تتباين تاريخياً ،وان اعترت مسيرة علاقاتها بعض محطات الصدام. فسياسة الادارة بالأزمات التي اعتمدها مركز الحكم وحلفائه التاريخيين طيلة ثلاثة عقود لإدامة تسلطه وفساده، اضعفت كل المكونات (...)
من الوظائف الرئيسية للحروب، عبر التأريخ، انها تفرض واقعا جديدا داخل جغرافيا التصارع، منتجة في تجليها العنفي حدثًا تأسيسيًا في حياة الشعوب كما يقال. وان "المبدأ العام الذي كانت تقوم عليه أنها لم تكن هدفًا في حد ذاتها، بل هي وسيلة من أجل وضع قانون، (...)
(1)
اربعة اعوام انقضت ،منذ غادرنا مكلوما الشاعر الكبير محمد عبد الباري الفتيح، الذي يعد واحد من الاباء المميزين لقصيدة التمرد في الشعر اليمني المعاصر. حتى تلك النصوص الي كتبها ووجدت طريقها الى اصوات المغنيين ، و دندنات الملحنين لم تخل من تمرد على (...)
الازمة القطرية الخليجية بالإضافة الى كونها صعدت الى الواجهة محورين الاول محور "طهران وانقرة والدوحة" ،مقابل محور "الرياض القاهرة ابو ظبي "، هي ايضا اعادت تموضع "الاسلام السياسي التاريخي" في المحور الاول، الذي قفز على حساسيته المذهبية وسيلانه الشعبوي (...)
ما يمد تحالف الحرب الداخلي "الصالحوثي" بالحياة ، حسب. اعتقادي، حتى الان
1-ميوعة "الشرعية" وفسادها. فبعد عامين ونصف لم تزل الشرعية بتطييفها السياسي الواسع، تعاني من انقسامات حادة ، بسبب ترهل ادارتها وفسادها. فرموز كبيرة في جسمها، تثير عشرات من علامات (...)