شهر رمضان الذي هو شهر الخير والبركات حولته معظم القنوات الفضائية اليمنية إلى فقّاسة موسمية للمسلسلات والأعمال الدرامية المختلفة.
وإلى هنا والأمر في حكم المقبول والمعقول. غير أن خارطة الأعمال الدرامية لهذا العام أبت إلا الابتعاد بالمُشاهد كثيرا كثيرا (...)
لحمران العيون من تجار البضائع المختلفة أن يحشدوا ما تجود به قرائحهم المبدعة من مبررات الغلاء المتواصل الذي يضرب الساحة اليمنية طولا وعرضا، وتصهل خيوله في كل المدن والقرى ويصل أواره إلى كل منزل وبيت. لكن ليس لهم الحق في جعل الشهر الفضيل رمضان أحد هذه (...)
في ثمانينيات القرن الفائت كانت مدينة تعز تضج حيوية وتألقا. وتمتد عمرانا وتتسع معرفة ووعيا. وكان لتألقها وازدهارها الكثير من ملامح الفاعلية الفكرية.. فهناك في أحد شوارعها العتيقة يقف المركز الإسلامي منارة علم وإشعاع فكر وكان الشيخ محمد بن حزام (...)
على مدى يزيد عن نصف قرن حفلت مكتبة الأنشودة الإسلامية بعدد غير قليل من الأناشيد التي تعالج قضية الاحتلال اليهودي للقدس ولفلسطين عامة. وقد تنوعت هذه الإصدارات ما بين اللهجات العربية المختلفة وبين الفصحى وتعددت الجهات التي صدر عنها هذا الكم الهائل من (...)
أحسب أني قرأت أهم ما صدر من مؤلفات عن ثورة 14 أكتوبر المجيدة إن لم يكن كلها. ولعل أهم ما وقع في يدي في هذا الشأن كتابان. أولهما كتاب قضية الجنوب اليمني المحتل للأستاذ محمد سالم باسندوة وثانيهما كتاب الاستقلال الضائع للأستاذ عبده حسين أدهل. وأحسب بعد (...)
برحيل العلامة سعيد بن سعيد حزام تودع سماء تعز شمسا أخرى من شموس العلم وعلما كبيرا من أعلام الدعوة قضى من عمره ما يزيد عن ستة عقود في التدريس والدعوة والإرشاد.
ولد الفقيد عام 1935 في قرية وادي البير في مديرية جبل حبشي. وتلقى مبادئ العلوم الأولية على (...)
ربما كان عنوان هذه المقالة غريبا بعض الشيء.. فكيف يكون للعيد وهو محطة استثنائية مؤثثة بالفرح ضحايا ومآس تنسف فرحته وتحيلها إلى أجواء عاصفة بالحزن. طافحة بالمرارة؟! وكأن قوائم الموت التي تتدلّى هنا وهناك في هذا البلد المنكوب لم يكتمل نصابها إلا (...)
النازحون وظيفيا فكرة ممتازة كان الغرض منها احتواء كل الموظفين الذين نزحوا من أماكن وظائفهم إلى أماكن أخرى بسبب الأوضاع المأساوية التي تشهدها البلاد. وأجمل ما في هذه الفكرة استيعاب هؤلاء المنكوبين وظيفيا كلا في مجال عمله. والتكفل براتب شهري يُصرف عبر (...)
يعيش المواطن اليمني غلاء الأسعار حالة ملازمة تشبه إلى حد بعيد مسلسلا مكسيكيا طويلا ما أن يصل إلى نهاية مرحلة من مراحله حتى ينبري منتجوه بالإعلان عن جزء تال من هذا المسلسل المقرف مؤكدين أن القادم سيكون أكثر إثارة وأوسع جمهورا.
ومع أن الغلاء ملازم (...)
من بين أمور كثيرة وعدت بها الإبراهيمية في نسختها الأخيرة؛ بشارتهم المنكرة بطبع القرآن الكريم والتورات والإنجيل في مجلد واحد. والحقيقة أن هذه الفكرة هي الأساس الذي تقوم عليه هذه الدعوة المخاتلة، وأن ما سواها من أفكار ماهي إلا خطوط وألوان براقة يُراد (...)
أمسِ مات جارنا مبطونا. إثر تناوله قاتا مسموما..
وقبله مات عامل بناء.. وبقات مسموم أيضا..
وقبلهما مات الكثير والكثير بذات السبب وبذات الكيفية أو (الكيف)!!
إنها مكنة للموت حاصدة. تقطف أرواح المئات بل والآلاف. وفي كل يوم لها ضحايا تلو الضحايا ومآس إثر (...)
في التجارب الإنسانية الجماعية للأمم الحية تحرص روح الجماعة فيها على توجيهها الوجهة السليمة لتحقيق غرضها الإنساني من هذه التجربة أو تلك بشكل مشرف، يمثل إنجازا متميزا في مصفوفة المنجزات الإنسانية. غير أن هذا الحرص مهما بلغ من درجات اليقظة لا يمنع تسرب (...)
ثمة اعتبارات دينية واجتماعية من شأنها أن تقي المجتمع من مزالق التفسخ وعوامل الانحلال، وأن تجعل منه كيانا قويا متعاونا متعايشا يمتلك من أسباب المنعة والقوة ما يجعله قادرا على إدارة كفة الحياة وحل مشكلاتها وتجاوز صعوباتها والحفاظ على قدر مقبول من (...)
تحرص الأمم الحية على كتابة تاريخها بكل موضوعية وصدق. حتى إذا ماتم لها ذلك؛ جعلته متاحا أمام الباحثين من أبنائها لدراسته دراسات متأنية. تبحث في المسببات وفي السياقات السياسية والعسكرية والفكرية والاجتماعية له، وربط كل ذلك بالنتائج التي تمخضت عنها (...)
أن يُخصّصَ يومٌ يتيمٌ للغة الضاد فهذا كثير من منظمة لقي العرب منها شتى مظاهر الإقصاء والتهميش والتغييب في مختلف الصعد الفكرية والسياسية، وهي بهذا اليوم الأعرج تتجاهل بتعمد واضح ذلك الإقبال المتعاظم في شتى أقطار المعمورة على تعلم العربية، لغة القرآن (...)
في بداية العقد التسعيني من القرن الفائت تعرّفت إلى عبدالرحمن الشريف رحمه الله.
يومها أقام اتحاد طلاب اليمن أمسية شعرية لشعراء من طلاب الجامعات اليمنية قدم بعضهم من تعز ومن ذمار ومن الحديدة ومن حجة، وأذكر يومها أن الشريف قُدِّم في الأمسية ممثلا (...)
توفي مساء الأمس في مدينة صنعاء أديب اليمن وشاعرها الكبير عبدالعزيز صالح المقالح عن عمر ناهز خمسة وثمانين عاما. وبرحيله خسرت اليمن والأمتين العربية والإسلامية واحدا من فرسان الكلمة وسدنتها الكبار الذين خدموا لغة الضاد عبر عقود متواصلة بحثا وإبداعا، (...)
ليس ثمة شك في أن النهضة الأدبية والفنية التي شهدتها عدن قبيل اندلاع ثورة الرابع عشر من أكتوبر كانت من أهم الحيثيات الفاعلة التي هيئت المناخ ومهدت الطريق لقيام هذه الثورة العظيمة.
وتشير المصادر التاريخية التي أرخت لمدينة عدن في العقدين الأربعيني (...)
لا تجد فنانا يمنيا في فترة الستينات والسبعينات من القرن المنصرم سواء في شمال الوطن أو جنوبه إلا وله إسهام في مجال الأنشودة الوطنية على درجات متفاوته في ذلك، فقد كان إسهامهم في هذا الجانب أشبه بالالتزام الأدبي، بل إنهم كانوا يرون التقاعس عن هذا الأمر (...)
خبر صادم مني به المشهد الثقافي اليمني صباح هذا اليوم برحيل الأديب الروائي وليد دماج رحمه الله إثر أزمة قلبية حادة أصيب بها في مدينة عدن.
رحيل مبكر وموجع لروائي متمكن، ولإنسان مخلق عرفه الأدباء والمثقفون بشوشا بسيطا ومسكونا بالوداعة والجمال، ومحاسبا (...)
تعدُّ الهجرة النبوية الشريفة أبرز حدث في السيرة النبوية خصوصا وفي التاريخ الإسلامي على وجه أعم. ومع أن أحداثا عظيمة أخرى شهدتها الساحة الإسلامية تباعا كيوم بدر ويوم الفتح والقادسية واليرموك وهذه الأحداث مثلت إعلانا واضحا وقويا عن حقيقة الوجود (...)
ثمة توجه كبير يعتمل اليوم في الساحة اليمنية بوتيرة عالية. يهدف إلى تغييب الوعي، وإشغال عامة الناس وخاصتهم بمعارك جدلية تثار هنا وهناك واحدة تلو أخرى بواسطة أسماء لامعة أو ملمّعة تتبنى إنتاج قضايا جدلية في أمور تافهة لا العلم بها ينفع ولا الجهل بها (...)
يمسك المتابع لموجة الإلحاد المتنامية على المستوى المحلي والعربي على قلبه خوفا من الوصول قريبا إلى مرحلة تعود فيها الأصنام نهارا جهارا، وتعرض للبيع علنا في عموم الأسواق العربية.
لقد تحول إعلان الإلحاد عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي من حالات (...)
ليس ثمة شك في أن عواصف الجدل التي تهب طاغية بين الحين والآخر هي أصدق دليل على حالة التوهان الفكري والثقافي التي نعيشها، فلا تكاد تهدأ واحدة من هذه العواصف؛ إلا وهبّت تالية لها أوسع منها مدى وأشد تأثيرا، حتى ليكاد المتأمل الحصيف أن يجزم أن ثمة فريق (...)
وردتني رسالة من صديق يعمل في التدريس، عاتبني فيها شديداً بسبب ما أسماه (التجاهل الموجع) لمعاناة الشريحة الأكبر من الموظفين النازحين عموما والعاملين في مهنة التدريس بشكل خاص، وذلك في مقالي الذي نشرته على هذا الموقع قبل أسبوع تقريبا بعنوان (يتامى (...)