دولة المواطنين وحدها من توفر الكرامة لكل اليمنيين، لا دولة الامتيازات المعتقة ولا دويلات الفراديس الفدرالية. لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار. وإذا اندفع الحوثيون باتجاه "الشطرنة" بدلا من "الأقلمة" فإنهم سيفتحون ابواب الجحيم على اليمنيين جميعا، لأنهم سيحفزون عناصر الاقتتال الطائفي في اليمن. كل صيغ الفدرالية في اايمن مبعثها الظلم والإقصاء بمعزل عن الدوافع العصبوية لدعاة الفدرالية الذين يمسكون بالسلطة التنفيذية في اللحظة الراهنة. وكل الصيغ المعروضة وبأي عدد من الاقاليم هي تفخيخية لليمن لأنها تلهب العصبويات وتحدث المزيد من الفجوات والصدوع في جدار الوحدة الوطنية. المفاضلة لا يصح أن تكون بين تقسيم اليمن إلى 6 دويلات أو إلى دولتين، فالخياران مستحيلان إلا بوضع اليمن تحت وصاية غربية واقليمية دائمة، وحتى في ظل الوصاية لا شيء مضمون (هل تتابعون التطورات في العراق?). المفاضلة تكون بين دولة الامتيازات التي رعاها النظام السابق وحافظت سلطة النفاق والشقاق عليها وبين دولة المواطنين التي تكفل المساواة والعدالة الاجتماعية والانتخابية والمكانية لكل ابنائها. تقسيم اليمن انطلق من دوافع عصبوية وانبنى على اعتبارات غير وطنية، طائفية أساسا. وأي رفض للتقسيم الحالي بدوافع عصبوية لا يساعد اليمنيين على تفادي مشاريع الفوضى والاحتراب الأهلي بل يعجل في تحققها.