بعد أن استقر المقام للمجاهدين الحضارمة في ديار الأندلس منذ القرن الثامن الميلادي عمل هؤلاء المجاهدون الحضارمة مع غيرهم من مجاهدي الإسلام على ترسيخ دعائم السلام و الإستقرار و الأمان في تلك الربوع. و المعروف إنّ الحضارمة المجاهدين قد قَدِموا إلى بلاد الأندلس كغيرهم من المجاهدين العرب و المسلمين من مناطق شتى لنصرة دين الحق. و كانت الإنطلاقة الاولى لمجاهدي حضرموت من مؤانى حضرموت ذاتها في كل من الشحر و شرمه و قصيعر و حيريز و غيرها, و كذلك عبر صحراء ثمود و العبر و وصولاً إلى الحجاز و بلاد الشام و مصر و وادي النيل ثم برقه و شمال افريقيا و التي منها إنطلقت جيوش الاسلام لفتح بلاد الأندلس. و كان الحضارمة في مقدمة صفوف هذه الجيوش الإسلامية. و صدق الله وعده و نصر جنده و حقق للإسلام و المسلمين نصراً غالياً و عزيزاً و كريماً في فتح بلاد الأندلس. و كان للحضارمة المجاهدين و ذرياتهم مقام كريم و عظيم في تلك البلاد البعيدة عن وطنهم حضرموت. و كان الشوق و الحنين إلى الوطن دافعاً لهم بإقامة ما يشبه الجمعيات أو المنتديات في زمننا الحالي ليجتمعوا و يتناولوا شيئا من قضاياهم و همومهم في تلك الديار البعيدة عن الوطن. و كذلك فعل بعض العرب من الحجازيين و اليمنيين و غيرهم , فظهرت العصبة الحضرمية في ديار الأندلس و بهذا المسمى نفسه, كما ظهرت العصبة اليمانية و العصبة الحجازية و غيرها. و عندما أفِلَ نجم العرب في بلاد الأندلس و اُجبروا على الخروج منها في 1492م بعد سقوط غرناطة في أيدي الفرنجة بزعامة فريدينان و إيزبيلا فهاجر الحضارمة كغيرهم من العرب و المسلمين الى شمال افريقيا, و استقر المقام ببعض رجال حضرموت المغادرين للأندلس في الأراضي التونسية. و من صلب حضارمة تونس هؤلاء ظهر المؤرخ و عالم الإجتماع/ عبدالرحمن ابن خلدون الذي اثبتَ و بخط يده نسبه الحضرمي. و اليوم و بعد مرور حوالى الف عام من ظهور عصبة الحضارمة في الأندلس فاننا نعلن من جديد عن قيام عصبة الحضارمة في حضرموت, و ذلك إستلهاماً من تاريخ امتنا الحضرمية المجيدة و بلا عباءة جنوبية او يمنية يتلفح بها و نستتر وراءها, بل حضرمية عربية إسلامية إنسانية, و كما كان أجدادنا في الأندلس أعلنوها صراحة عصبة حضرمية خالصة لخير الحضارمة و لخير من حولهم من الأقربين او الأبعدين من شعوب الارض كآفة. و نصيحة نسوقها لحضارمة الحراك الجنوبي و الى حضارمة التغيير اليمني .. ويلٌ لامة لا تقرأ تاريخها, و يكفينا ما أضعنا من نصف قرن من الزمن جرى علينا ما جرى من طمسٍ و تشويةٍ في تاريخينا و هويتنا المثبتة في اصول الكتب, و أهم من كل ذلك المثبتة في وجدان و فؤاد و ذاكرة كل حضرمي شريف على وجه الارض. د.عبدالله سعيد باحاج المكلا – حي السلام 23 يونيو 2012م [email protected] [email protected]