* تحرير مدينة زنجبار من الإرهابيين انجاز مهم .. ولكن لا ينبغي المبالغة في هذا الانجاز ما دامت بقية مدن محافظة أبين ترزح تحت نير (انصار الشريعة) .. وفي مقدمة تلك المدن جعار. انصار الشريعة هم تحالف بين تنظيم القاعدة وجهاديون أرسلهم إلى أبين رجال دين معروفون يتزعمون مراكز جهادية ولهم مدارس وجامعات.. سلفيون.. اخوان مسلمون.. وانتهز هؤلاء الفوضى العارمة في البلاد لتجريب حظهم في إقامة (دولة الله) ابتداء من أبين التي قالوا انها نواة هذه الدولة.. والنواة (إمارة أبين) أو بتعبيرهم (ولاية). تحرير زنجبار استغرق ثلاثة أشهر تقريباً واشتركت في عملية التحرير ألوية متعددة من الجيش في المنطقة العسكرية الجنوبية إضافة إلى نخبة من القوات الخاصة ووحدة مكافحة الإرهاب .. ولا نغمز قناة كل هذه القوات إذا قلنا إنه لاينبغي المبالغة في تقدير هذا الانجاز.. ما دامت انحاء محافظة أبين مرتعاً لانصار الشريعة. * الانجاز التالي لهذه القوات والنخب العسكرية والأمنية تحرير محافظة أبين كلها من الارهابيين .. سيكون ذلك درساً مهماً إذا تحقق .. ذلك لأن انصار الشريعة أنزلوا ثقلهم إلى هذه المحافظة الخاوية، وحينما يهزمون فيها هزيمة نهائية فعندئذ يمكن هزيمتهم في أماكن أخرى، بما في ذلك محافظة مأرب، ومنطقة أرحب في صنعاء حيث كل شيء هناك تقريباً يوفر للإرهابيين الملاذ الآمن وكرم الضيافة وتأمين مصادر التمويل التي تضخ من دول الجوار. قلت إن انصار الشريعة جاؤوا إلى أبين بقضهم وقضيضهم وانزلوا اثقالهم فيها لأنها كانت ولاتزال محافظة خاوية .. وأنا اعني ما أقول .. الجهاز الإداري فيها متهتك وتواجد الامن فيها ضعيف وللإرهابيين فيها جذور وقواعد وتاريخ .. ولا توجد أي قوى تمنع أو تضعف مصادر تسليح الإرهابيين أو وقف تدفقهم من الاماكن الأخرى.. لذلك كان من الطبيعي ان يستولوا على المدن تباعاً وسريعاً ويسيطروا على زنجبار (عاصمة المحافظة) في غضون أيام. * حول هذه النقطة الأخيرة .. المعارضة و(الثوار) و(اللواء الأحمر ومن والاه) قالوا ان السلطة سلمت المسلحين (يطلقون على القاعدة والجهاديين في تنظيم انصار الشريعة هذا الوصف دون تجاوز) محافظة أبين، لأن قوات النجدة والامن والجهاز الإداري تركوا زنجبار عند اكتساح انصار الشريعة للمدينة. وفي حقيقة الأمر أن هؤلاء تركوا زنجبار فعلا.. ليس لكي يسلموا انصار الشريعة المدينة أو المحافظة بل لأن انصار الشريعة تدفقوا على زنجبار في موجات (تترية). ان انصار الشريعة لم يصلوا إلى زنجبار ويسيطروا عليها لأنهم كانوا عراة الصدور او عابري سبيل بل لأنهم كانوا مزودين بالسلاح اللازم والشامل الذي مكنهم من اسقاط المدن الواحدة تلو الاخرى وصولاً إلى زنجبار. خلاصة الأمر: انتصاركم في زنجبار مهم .. والأهم الذي يليه ان تحرر أبين من الإرهابيين!