بالتزامن مع الإعلان عن طلب الدول الأوروبية في مجلس الأمن، عقد اجتماع طارئ مغلق لمجلس الأمن اليوم الخميس، لبحث العدوان التركي على سوريا، تتوالى الإدانات العربية والدولية للعدوان التركي على شمال شرقي سوريا. وأكدت هذه الإدانات على ضرورة احترام سيادة سوريا على كامل أراضيها، ونبذ التحركات أحادية الجانب، التي أقدم عليها نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. حيث أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها. وأعلن الكرملين أن بوتين شدد خلال اتصال هاتفي مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية وعدم تعريض الجهود الرامية إلى حل الأزمة في سورية للضرر. بدورها أدانت مصر بأشد العبارات العدوان التركي على الأراضي السورية داعية إلى الحفاظ على سيادة سورية ووحدة شعبها وسلامة أراضيها. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن الخارجية المصرية قولها في بيان إن تلك الخطوة تمثل اعتداء صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي. وأكد البيان مسؤولية المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن في “التصدي لهذا الوضع بالغ الخطورة الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين ووقف أي مساع تهدف إلى احتلال أراض سورية أو إجراء هندسة ديموغرافية لتعديل التركيبة السكانية في شمال سورية. وحذر البيان من تبعات العدوان التركي على وحدة سورية وسلامتها الإقليمية أو مسار العملية السياسية فيها وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254. وأكدت الجزائر تضامنها الكامل مع سورية وحرصها على سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها. وتعليقاً على العدوان التركي على الأراضي السورية أصدرت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية بياناً جاء فيه: “تتابع الجزائر بانشغال بالغ الأحداث الخطيرة في شمال سورية وتجدد رفضها المبدئي والقاطع المساس بسيادة الدول في جميع الظروف والأحوال”. من جانبه أدان الرئيس العراقي برهم صالح اليوم العدوان التركي على الأراضي السورية واصفا إياه ب التصعيد الخطير. ونقلت وكالة الأنباء العراقية واع عن صالح قوله في تغريدة على تويتر إنه سيسبب كارثة إنسانية ويقوي المجموعات الإرهابية داعيا العالم إلى أن يتحد لتفادي هذه الكارثة. من جانبها أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية العدوان التركي على الأراضي السورية، مشددة على وحدة وسلامة الأراضي السورية. وأكدت الوزارة في بيان لها أن العدوان التركي هو “عدوان على دولة عربية شقيقة واحتلال لأرضها وتعريض أهلها للقتل والتهجير”. ودعت الوزارة سلطات النظام التركي إلى إعادة النظر بعدوانها وحثتها على العمل مع الدول المعنية لإعادة الاستقرار إلى سورية وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة. إلى ذلك دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر النظام التركي إلى وقف عدوانه على سورية. ونقلت رويترز عن يونكر قوله أمام البرلمان الاوروبي : “أدعو تركيا وغيرها من الأطراف الفاعلة لضبط النفس” مندداً بمخططات النظام التركي لإقامة ما يسمى “منطقة آمنة” في شمال سورية بقوله: “إذا كانت خطط تركيا تتضمن إقامة ما يسمى منطقة آمنة فعليها ألا تتوقع أن يدفع الاتحاد الأوروبي أي أموال في هذا الشأن”. من جانبه أدان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بقوة العدوان التركي، مؤكداً أنه يزيد من زعزعة استقرار المنطقة ويقوي تنظيم داعش الإرهابي. ونقلت رويترز عن ماس قوله في بيان إن “تركيا تخاطر بمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وعودة نشاط تنظيم “داعش”.. والهجوم التركي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة وأيضا تدفقات جديدة للاجئين”. وأضاف: “ندعو تركيا لوقف عمليتها والسعي لتحقيق مصالحها الأمنية بطريقة سلمية”. من جهتها أعلنت وزيرة شؤون الاتحاد الأوروبي في فرنسا أميلي دو مونشالان أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا بصدد إصدار بيان مشترك يندد بالعدوان. ونقلت الوكالة عن دو مونشالان قولها أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي إن “الدول الثلاث بصدد إصدار بيان مشترك يندد بشدة بالعملية التركية” مشيرة إلى أنه سيتم الاتفاق على بيان منفصل حول العدوان يصدر عن الاتحاد الأوروبي بعد أن توقع كل الدول عليه. بدوره أكد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أن العدوان التركي على الأراضي السورية يزعزع استقرار المنطقة ويلحق الضرر بالمدنيين. ونقلت وكالة آكي الايطالية للأنباء عن كونتي قوله عقب لقائه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو” يانس ستولتنبرغ في روما: “تحدثنا عن سيناريوهات الأزمات الدولية ولا سيما الأزمة في سورية” معربا عن القلق إزاء العدوان التركي على الأراضي السورية الذي من شأنه أن يؤدي إلى “مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وإلحاق مزيد من المعاناة بالمدنيين”. كما أكد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أن “التحركات أحادية الجانب” تؤدي إلى تقويض النتائج التي تحققت في مجال مكافحة الإرهاب، وقال: “نتابع عن كثب تطور الأوضاع بعد بدء الهجوم التركي في منطقة شمال شرق سورية”. بدورها أعربت نائب وزير الخارجية الإيطالي مارينا سيريني في تصريح عن قلق بلادها إزاء العدوان التركي على الأراضي السورية، وقالت: “يتعين على تركيا الامتناع عن الإقدام على عمل أحادي الجانب قد تكون له آثار مزعزعة للاستقرار في المنطقة”. وأضافت: “نحن مقتنعون بأن لا حل عسكرياً للأزمة في سورية” داعية النظام التركي لوقف عدوانه على الأراضي السورية. في هذه الأثناء نددت وزارة الخارجية الهولندية بالعدوان التركي على سورية واستدعت سفير النظام التركي في أمستردام احتجاجا على هذا العدوان. ونقلت وكالة رويترز عن وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك قوله في بيان إن هولندا تندد بالهجوم التركي على شمال شرق سورية وتدعو تركيا إلى عدم مواصلة السير في الطريق الذي تسلكه مضيفا أنه تم “استدعاء السفير التركي في أمستردام بعد بدء الهجوم”. إلى ذلك أكدت رئيسة الوزراء الدانماركي ميت فريدريكسون أن العدوان التركي على الأراضي السورية مؤسف وله تداعيات خطيرة. ونقلت رويترز عن فريدريكسون قولها في تغريدة على موقع تويتر: “أشعر بقلق شديد إزاء الهجوم التركي على الأراضي السورية”، مضيفة “هذا القرار مؤسف وخاطئ وقد تكون له تداعيات خطيرة على المدنيين وجهود محاربة تنظيم داعش الإرهابي”، داعية سلطات النظام التركي إلى التحلي بضبط النفس. من جهته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس عن قلقه إزاء العدوان التركي على الأراضي السورية، داعياً النظام التركي إلى احترام ميثاق الأممالمتحدة والقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والمناطق السكنية بما يتوافق مع القانون الدولي. كما طالب زعيم الكتلة البرلمانية النمساوية عن الحزب الاشتراكي أندرياس شيدر الحكومة النمساوية بالعمل على اتخاذ إجراءات حاسمة جراء العدوان التركي على الأراضي السورية في إطار العمل مع الاتحاد الأوروبي. ونقلت صحيفة اوستارايخ النمساوية عن شيدر قوله في تصريحات: “لا أحد يريد عودة إرهابيي داعش.. يجب على النمسا أن تصر على مستوى الاتحاد الأوروبي على استنفاد جميع الوسائل الدبلوماسية بدءاً من العقوبات حتى الوقف النهائي لمفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي”. إلى ذلك دعت جورجا ميلوني زعيمة حزب التحالف الوطني “أخوة إيطاليا” إلى فرض عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي على النظام التركي على خلفية عدوانه على الأراضي السورية. ونقلت وكالة آكي الإيطالية عن ميلوني قولها في تغريدة على تويتر: “نطالب الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على تركيا” بعد عدوانها على الأراضي السورية. بدورها أدانت وزارة الخارجية الأردنية العدوان التركي وطالبت بوقفه فورا. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وفق ما ذكرت وكالة عمون الإخبارية اليوم “نطالب تركيا بوقف هجومها على سورية فورا ونرفض أي انتقاص من سيادتها وندين كل عدوان يهدد وحدتها” مجددا التأكيد على أن حل الأزمة في سورية سياسي بما يحفظ وحدتها ويخلصها من الإرهاب وخطره. كما أدانت كندا عدوان جيش النظام التركي على الأراضي السورية معتبرة أنه يخاطر بتقويض استقرار المنطقة والجهود المبذولة لمكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي. ونقلت رويترز عن وزيرة الخارجية كريستيا فريلاند قولها على موقع تويتر: “تدين كندا بشدة التوغل العسكري الذي قامت به تركيا في سورية، ندعو لحماية المدنيين وجميع الأطراف لاحترام التزاماتهم بموجب القانون الدولي”. وكان جيش النظام التركي شن أمس عدوانا على عدد من المدن والقرى والبلدات بريف محافظة الحسكة وعلى منطقة تل أبيض بالريف الشمالي للرقة وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أيام للمرة الثالثة عن سحب قوات بلاده الاحتلالية من الأراضي السورية ضمن سياق تبادل الأدوار مع النظام التركي.