تسببت سياسة الاحتلال الإسرائيلي التعسفية التي ينتهجها في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة في تكبيد قطاع السياحة في المناطق الفلسطينية خسائر فادحة. وقال الدكتور زياد حمد المدير في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية في تصريحات للصحفيين اليوم أن خسائر قطاع السياحة الفلسطيني منذ اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة في التاسع والعشرين من سبتمبر من عام 2000 كانت فادحة وقد أضرت بالقطاع الفلسطيني كافة وأدت إلى شل الحركة السياحية وبالتالي كان لها تأثير على الاقتصاد الفلسطيني بشكل عام مشيرا إلى أن الخسائر بلغت 500 مليون دولار حتى نهاية العام 2003م. وأوضح حمد أن خسائر قطاع السياحة الفلسطيني انقسمت إلى قسمين.. خسائر مباشرة وخسائر غير مباشرة أما المباشرة فهي الخسائر التي ألمت بالقطاع السياحي نتيجة للقصف أو التجريف أو الاعتداء العسكري الإسرائليي المباشر على هذه المنشآت، مثل الخسائر التي لحقت بمجموعة مواقع أثرية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة بالتحديد في أرضية فسيفساء دير البلح على شاطئ بحر غزة ، أما الخسائر غير المباشرة فهي التي تسببت في تعطيل حركة السياحة الوافدة إلى فلسطين ككل . وأشار الدكتور حمد إلى أن الممارسات الاسرائيلية الشرسة التي ارتكبت بحق أبناء الشعب الفلسطيني والحواجز بين المدن والمحافظات أدت إلى تعطيل قطاع السياحة الفلسطيني بشكل عام والذي يشمل مكاتب السياحة والسفر والفنادق والمطاعم والمنتجعات الأثرية وأيضا محلات التحف والهدايا فجراء ذلك توقف عدد 5 آلاف عامل فلسطيني في قطاع السياحة عن أعمالهم بعد تسريحهم من قبل أصحاب المؤسسات السياحية لعدم تمكنها من دفع رواتبهم نتيجة للتدهور الحاصل في القطاع السياحي. وأكد المسؤول الفلسطيني أن إيقاف مطار غزة الدولي وتجريف مدرج الطائرات أدى بشكل كبير إلى تأثر الحركة السياحية الفلسطينية حيث بلغ إجمالي الخسائر المباشرة وغير المباشرة لمطار غزة الدولي جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة حوالي 228 مليون دولار نجمت عن تدمير قوات الاحتلال لمدرج المطار وإغلاقه أمام السياح والمسافرين . أما فيما يختص بعدد السياح الوافدين إلى فلسطين فقد أكد الدكتور حمد أن عدد السياح تضاءل منذ بدء انتفاضة الأقصى مقارنة بالأعوام الماضية فمدينة بيت لحم على سبيل المثال بعد انتفاضة الأقصى وصل عدد السياح إلى 36 ألفا سائح بينما في عام 1998م وصل عدد السياح الوافدين إلى كنسية المهد في مدينة بيت لحم 850 ألفا وفي عام 1999 وصل عدد السياح إلى 998 ألفا أما في انتفاضة الأقصى فقد انخفض عدد السياح جراء المضايقات الإسرائيلية والحواجز والإغلاقات وإعاقة حركة الوفود السياحية فضلا عن أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تسرح بعدد ساعات قليلة للزوار والسياح وهذا بحد ذاته له تأثير سلبي على حركة السياحة .