اكدت صحيفة راي اليوم أن الحَسم العَسكريّ في اليمن باتَ مُستحيلاً ويُعطِي نتائِجَ عَكسيّة على أصحابِه، ومن يَرى غير ذلك ﻻ يَعرِف اليَمن وﻻ يَعرِف اليَمنيين . واشارت الصحيفة بافتتاحيتها اليوم الى ان القوة الصاروخية اليمنية" اعلنت الخميس عن إطﻼق صاروخ باليستي على شركة “ أرامكو ” في نجران، وقبل ثلاثة أيّام أكّدت إصابة طائِرة سعوديّة من طِراز “ إف ”16 كانت تخترق اﻷجواء اليمنيّة، ممّا يعني أن هُناك تطوّرًا نَوعيًّا في القُدرات العسكريّة. واكدت ان الحَرب السعوديّة على اليَمن لم تُحَقِّق مُعظَم أهدافها، بل باتت تُعطي نتائج عكسيّة،
نص الافتتاحيه:- أن تتصدّر الحَرب في اليمن مُباحثات اﻷمير محمد بن سلمان، وليّ العَهد السعوديّ مع المَسؤولين اﻷمريكيين أثناء زِيارته الحاليّة لواشنطن، فهذا أمرٌ مُتوقَّع، ولكن أن تتغيّر اللّهجة اﻷمريكيّة تُجاه هذهِ الحَرب على المُستَويين التّنفيذي والتّشريعي في الوَقت نفسِه فهذا أمرٌ ﻻفِت للنَّظر . حتى نكون أكثر وُضوحًا، ونَبتعِد عن العُموميّات فإنّنا نتحدّث هُنا عن تطوّرين مُهِمَّين : اﻷوّل : في مَجلس الشيوخ اﻷمريكي عندما تَقدّم 15 شيخًا من الحِزبين الجُمهوري والدِّيمقراطي، بمَشروع قرار يَمنع التدخُّل العَسكري اﻷمريكي في الحَرب على التصويت، وحَظِي بمُوافقة 44 مُؤيِّدًا ومُعارَضة 55 آخرين، وتزامنت هذهِ الخُطوة غير المَسبوقة مع زيارة اﻷمير بن سلمان لواشنطن . الثاني : إبﻼغ جيمس ماتيس، وزير الدفاع اﻷمريكي ضيفه، ونظيره السعودي، أنّه باتَ مِن المُحتَّم على السعوديّة وأمريكا بَذل جُهود أكبر ﻹنهاء “ النِّزاع اليَمني ” ، وإحياء التحرُّك للتوصُّل إلى حلٍّ سِلميٍّ يُنهي الحَرب بشُروط إيجابيّة لمَصلحة الشَّعب اليَمني وﻷمن الدُّول في شِبه الجزيرة العَربيّة . هذان التطوُّران اللّافِتان، سِواء في اﻹدارة اﻷمريكيّة أو مجلس الشيوخ، يَعكِسان حالةً من القَلق من جرّاء استمرار هذهِ الحَرب ودُخولِها عامَها الرَّابِع دُون وجود أيِّ مُؤشِّر على قُرب حَسمِها سِلمًا أو حَربًا . لم يُوضِح وزير الدفاع اﻷمريكي نَوعيّة الجُهود التي يَجِب أن تَبذُلها الدَّولتان، السعوديّة وأمريكا ﻹنهاء هذه الحَرب، ولكن من الواضِح أن المملكة العربيّة السعوديّة تتعرّض لضُغوطٍ أمريكيّة للتحلِّي بالمُرونة، والتخلِّي عن مَواقِفها المُتشدِّدة الحاليّة، واﻹقدام على حِوارٍ مع اﻷطراف المَعنيّة في هذهِ اﻷزمة، وأبرزها تيّار “ أنصار الله ”وحلفاءه استمرار الحرب اليمنيّة باتَ يُشكِّل عِبئًا سياسيًّا وماليًّا وإنسانيًّا على كاهِل المملكة، وذَكرت صحيفة “ الفايننشال تايمز ” البريطانيّة الرَّصينة قبل أيّام نَقﻼً عن مَسؤولٍ سُعوديّ أن تَكلُفة هذهِ الحَرب في السَّنوات الثَّﻼث الماضِية زادت عن 120 مليار دوﻻر، وهُناك تقديرات مُستقلَّة تقول بأنّ الرَّقم الحقيقيّ يَقترِب من 200 مليار دوﻻر، وأصبحت “ جَرائِم الحَرب ” التي ترتكبها غارات طَيران التحالف العربي بقِيادة السعوديّة كابوسًا يُطارِد المَسؤولين السعوديين في كُل مكان يزورونه، ناهِيك عن الحَمﻼت اﻹعﻼميّة المُكثَّفة المُعارِضة لها، أي للغارات، التي باتت شِبه يوميّة في برامِج مَحطّات التَّلفزة والصَّفحات اﻷولى في الصُّحف الغَربيّة الكُبرى . اليوم الخميس أعلنت "القوة الصاروخية اليمنية" عن إطﻼق صاروخ باليستي على شركة “ أرامكو ” في نجران، وقبل ثﻼثة أيّام أكّدت إصابة طائِرة سعوديّة من طِراز “ إف ”16 كانت تخترق اﻷجواء اليمنيّة، ممّا يعني أن هُناك تطوّرًا نَوعيًّا في القُدرات العسكريّة. الحَرب السعوديّة على اليَمن لم تُحَقِّق مُعظَم أهدافها، بل باتت تُعطي نتائج عكسيّة، فعبد ربه منصور هادي افتقد شرعيّته وفق الصحيفة بعد تَردّد أنباء بأنّه موضوع تحت اﻹقامة الجَبريّة في قَصرِه بالرِّياض.. وبَدأ وزراؤه يستقيلون من وظائِفهم الواحِد تِلو اﻵخر، واﻷوضاع اﻹنسانيّة في اليمن، سواء في المَناطِق التي تقع تحت سَيطرة التَّحالف أو تحت سيطرة انصار الله وحلفائهم تزداد تَدهورًا . ﻻ نعرف طبيعة “ الحَل ” الذي يتحدّث عنه اﻷمريكيون، وكيف سيَتم التَّفاوض عليه، ومَن هِي الجِهات المُشارِكة، ولكن قَول الوزير ماتيس أن السعوديّة “ جُزءٌ ” من الحَل، وليس بوّابته الوَحيدة ربّما يَشي بالكَثير . نحن في هذهِ الصَّحيفة “ رأي اليوم ” مع الحَل السِّلمي، وبأسْرَعِ وَقتٍ مُمكن، ﻷن الحَسم العَسكريّ باتَ مُستحيﻼً، ويُعطِي نتائِجَ عَكسيّة على أصحابِه، ومن يَرى غير ذلك ﻻ يَعرِف اليَمن وﻻ يَعرِف اليَمنيين . “