أحمد مطر نموذج للشاعر العربي الثائر الذي شغل المكان والزمان .. شكل مع الفنان الكاريكاتوري ناجي العلي “ حنظله العربي” بعنفوان الكلمة والصورة ثورة مبكرة على الوضع العربي الساقط والمتهافت والمهرول وراء التطبيع مع العدو الصهيوني .. أحمد مطر شاعر يكتب شعره بالرصاص وليس بالمداد .. هو امتداد للعربي الأصيل الذي يأبى الضيم والهوان .. قصائده رسائل نارية للمهرولين وراء الصهيونية العالمية والذين شكلوا في مجملهم وتحت قيادة كبيرهم (قرن الشيطان) تحالف العدوان على اليمن .. ذلك التحالف الذي بيت له عربان الخليج من يهود العرب ومن معهم من المتأسلمين تحت خيمة ما يسمى بالجامعة العربية ومنظمة المؤتمر “ التآمر “ الإسلامي الذي يراهما الشاعر أحمد مطر أداتين طيعتين في يد أمريكا شيطان هذا العصر .. هو إذن نظام عربي سقط في الحضيض وارتمى في حضن الإمبريالية والصهيونية العالمية وتولى الشيطان الأكبر أمريكا منقاداً بقرن النجدي الخبيث بن سعود .. وهاهو أحمد مطر يخاطبهم .. كل يهود العرب قائلا: “ لا أعبد ما تعبدون” شعر / أحمد مطر.. أهذا الّذي لم يَزَلْ ليسَ يَدْري بأيِّ الولاياتِ يُعنى أخوهُ وَيَعْيا بفَرزِ اسمهِ إذ يُنادى فِيحَسبُ أنَّ اُلمنادى أبوهُ ويجعَلُ أمْرَ السَّماءِ بأمرِ الّرئيسِ فَيَرمي الشِّتاءَ بِجَمْرِ الوَعيدْ إذا لم يُنَزَّلْ عَليهِ الجَليدْ ؟! أهذا الَذي لايُساوي قُلامَةَ ظُفرٍ تُؤدّي عَنِ الخُبزِ دَوْرَ البَديلِ ومِثقالَ مُرٍّ لِتخفيفِ ظِلِّ الدِّماءِ الثّقيلِ وَقَطرةَ حِبْرٍ تُراقُ على هَجْوهِ في القَصيدْ..؟ أهذا الغبيُّ الصَّفيقُ البَليدْ إلهٌ جَديدْ ؟! أهذا الهُراءُ.. إلهٌ جَديدْ يَقومُ فَيُحنى لَهُ كُلُّ ظَهْرٍ وَيَمشي فَيَعْنو لَهُ كُلُّ جِيدْ يُؤنِّبُ هذا، ويَلعَنُ هذا وَيلطِمُ هذا، وَيركَبُ هذا وَيُزجي الصَّواعِقَ في كُلِّ أرضٍ وَيَحشو الَمنايا بِحَبِّ الَحصيدْ وَيَفعَلُ في خَلْقِهِ مايرُيدْ ؟! لِهذا الإلهِ... أُصَعِّرُ خَدّي وأُعلِن كُفري، وأُشهِرُ حِقدي وأجتازُهُ بالحذاءِ العَتيقِ وأطلُبُ عَفْوَ غُبارِ الطّريقِ إذا زادَ قُرباً لِوَجْهِ الَبعيدْ ! وأرفَعُ رأسي لأَعلى سَماءٍ ولو كانَ شَنْقاً بحَبْلِ الوَريدْ وأَصْرُخُ مِلءَ الفَضاءِ المديدْ : أنا عَبدُ رَبِّ غَفورٍ رَحيمٍ عَفُوٍّ كريمٍ حكيمٍ مَجيدْ أنا لَستُ عبداً لِعبْدٍ مَريدْ أنا واحِدٌ مِن بقايا العِبادِ إذا لم يَعُدْ في جميعِ البلادِ سوى كُومَةٍ من عَبيدِ العَبيدْ. فأَنْزِلْ بلاءَكَ فَوقي وتحتي.. وَصُبَّ اللّهيبَ، ورُصَّ الحَديدْ أنا لن أحيدْ لأنّي بكُلِّ احتمالٍ سَعيْد: مَماتي زَفافٌ، وَمَحْيايَ عِيدْ سَأُرغِمُ أنفَكَ في كُلِّ حالٍ فإمّا عَزيزٌ.. وإمّا شَهيدْ !