من يملك الإعلام العالمي اليوم هو فعلاً من يقتل البشر, فالإعلام لم يعد في عصرنا الراهن وسيلة للترفيه والدعاية والإعلان, بقدر ما أضحى مساهما بشكل كبير في صناعة الأحداث وصياغة مجمل المواقف والآراء وحتى القيم!!. إنه سلاح ذو حدين.. وشريك أساسي في خوض المعارك والصراعات والحروب التي شهدتها- ولا تزال- المنطقة العربية خصوصاً ومختلف دول العالم بشكل عام. فالإعلام يمكنه- مثلاً- أن يرفع حساسية الرأي العام العالمي تجاه قضايا بعينها, كما يمكنه تعبئة الرأي العام المحلي تجاه ما يريده القائمون عليه أو ما تسعى إليه الدولة في توجيه مختلف فئات الشعب صوب ما يحقق مصالح الوطن العليا ويخدم المصلحة العامة للمواطنين ككل. لكن.. المشكلة أن إعلام اليوم يشهد تسابقاً محموماً وتطوراً تكنولوجياً غير مسبوق.. وفي عالم مفتوح بلا حدود ولا ضوابط ولا قيود.. وأشياء أخرى لا داعي للتطرق إليها أو ذكرها في هذا الحيز!!. ولعل هذا الانفتاح هو ما جعل التحدي أكبر.. ليس أمام الدول وإعلامها الرسمي فحسب, بل أيضا لدى أفراد المجتمع المتلقين للرسالة الإعلامية, والذين يتوجب عليهم أن يكون لهم عيون أكثر حساسية.. وعقول أكثر قدرة على الفهم والتحليل. ليتمكنوا في النهاية من التعرف على الرسالة الحقيقية وراء ما يتابعون من صور ومشاهد أو ما يصل إليهم من معلومات على شكل مقالات وتقارير وأخبار يطالعونها في وسيلة الإعلام هذه أو تلك.. ذلك هو الصحيح والأفضل حتى لا ينجر الكثيرون وراء أهداف خبيثة ومرام غير نزيهة.. ويكون لدى الجميع حصانة كافية وقناعة تامة تفشل مخططات الأعداء.. وتحافظ على استقرار الأوطان وأمنها والتفرغ لبنائها والنهوض بها وتحقيق كافة طموحات وتطلعات أبنائها.