تُعرف الحرب الصحراوية التقليدية اختصاراً بأنها (القتال في الصحراء). وتكمن خطورة الحرب الصحراوية غالباً في قساوة البيئة الصحراوية وعناصرها المدمرة على القوات سواءً أكانت في وضعية الهجوم أم في وضعية الدفاع حيث تكون ظروف الصحراء في بعض الأحيان أشد خطورةً من نيران العدو نفسه. التمويه والتخفيّ تكون المعالم البارزة في العديد من الصحاري محدودة، ولذا يمكن أن تتحول المناورة عبر الصحراء إلى كابوس لوجستي. غالبًا ما تلجأ الجيوش إلى سلاح الفرسان بهدف اجتياز المساحات الكبيرة من الصحراء القاسية دون زيادة إجهاد الجنود المعرضين أصًلا لخطر الجفاف بسبب ارتفاع درجات الحرارة خلال النهار. امكانية التنقل امكانية التنقل أمر أساسي لنجاح حرب الصحراء. وهذا ما يفسر الاستخدام المكثف للدروع في المعارك مثل معركة العلمين في الحرب العالمية الثانية. وقد لوحظ أن التنقل ذو أهمية بالغة في الحروب الصحراوية، فقد تصبح المعارك في بعض الأحيان مماثلة للاشتباكات البحرية، حيث يكون الاستحواذ الفعلي على الأرض أقل أهمية من مواقع الدبابات (أو السفن). هناك العديد من الأعداء لمقاتل الصحراء. ويشمل ذلك المركبات الجوية والدبابات، التي يمكن أن تشكل تهديداً كبيرًا لمغاوير الصحراء لأنهم لا يملكون وسيلة تذكر لمضاهاة هذه القوة. بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد الكثير من الأماكن للاختباء من هذه الأسلحة في البيئة الصحراوية التي لا تحوي الكثير من الحواجز. مشكلة أخرى هي الكثبان الرملية، التي قد تقلل القدرة على التنقل بنسبة 60٪ فمع عدم وجود قاعدة ثابتة ومستقرة للأرض، من السهل أن ينزلق الشخص أو حتى أن يدفن. شُحّ المياه يؤدي نقص المياه والحرارة الشديدة إلى صعوبات عند الانخراط في حرب في الصحراء.. الألغام الأرضية عدو قاتل آخر. على الرغم من أن استخدامها ليس حكرًا على الصحراء، تعد أداة قاتلة ولا يستهان بأهميتها، فمن الصعب اكتشافها وتمنع التحرك. قد يؤدي شح المياه إلى تغيير القواعد، والانتقال من موضع إلى آخر بحثًا عن مصدر للمياه. درجة حرارة الجسم في الحروب الصحراوية، يمكن أن ترتفع درجة حرارة جسم الفرد إلى مستويات غير عادية مسببة أعراضًا شبيهة بالحمى، من وهن وجفاف. الجفاف قد يضطر الفرد إلى مواجهة حالات من الجفاف في الحروب الصحراوية بسبب نقص السوائل الصالحة للاستهلاك والمياه النظيفة. في الحرب الصحراوية، تكون العناصر الصحراوية في بعض الأحيان أخطر من العدو الفعلي. تُعتبر الأرض الصحراوية ثاني أكثر المناطق غير المواتية للجنود بعد البيئة الباردة الرطوبة المنخفضة، والبرد والحر الشديدين وقلة الحواجز والحياة البرية تسمح بزيادة استخدام الأجهزة الإلكترونية والطائرات دون طيار بغرض المراقبة والهجمات. كما أن من خواص وتكتيكات حرب الصحراء أنها تجعل قحولة الصحراء الاستيلاء على المدن الرئيسية أمرًا أساسيًا بهدف ضمان حفاظ السيطرة على الموارد المهمة (المياه النظيفة في المقام الأول) والحفاظ على إمدادات عسكرية جيدة. لذلك في الحرب التقليدية، تكون عمليات الحصار الحدث الأكثر تواترًا، لأن المُدافع غالبًا ما يحصن المواقع لحماية المدن التي يتزود منها. وأخيراً الشؤون الإدارية حيث تكون خطوط التموين أطول منها في المناطق الأخرى وتعتمد الإدامة بصورة رئيسية على المواصلات الأرضية مضافاً لذلك المواصلات الجوية إذا توافرت . وبالنسبة للخدمات الطبية فإن ضربات الشمس والإنهاك والتشنج وأمراض المعدة والأمعاء جميعها تكون المشكلة الرئيسية لها ولأن الإصابات تحتاج إلى سرعة العلاج لكن لبعد المسافة توجد مشاكل طبية. والتوتر النفسي الناجم عن البقاء في الصحراء لمدد طويلة يمكن أن يؤدي إلى استنزاف الطاقة البشرية وأيضاً النقص في الماء قد يسبب الأمراض الجلدية ولذلك لابد من توفير المهام والطعام المناسب ووجود مستودعات دفاعية لكي تحد من استنزاف العناصر العسكرية. مميزات القتال في المناطق الصحراوية تسهل تطور العمليات لوحدات آلية بمقياس كبير. والموانع التي تعيق حركة القطاعات قليلة جداً وإذا وجدت فالمسافات بينها بعيدة ولا يوجد مقتربات محددة لهجوم العدو. وحيث أن اقتراب العدو متوقع من كل الاتجاهات وعمليات الإحاطة من أكثر المناورات استعمالاً في المناطق الصحراوية حيث يمكن تنفيذها بالسرية والحشد الكبير. وعندما تنفتح التشكيلات الكبيرة فإن إمكانية التخفية تصبح صعبة إلا أنه يمكن تحقيق التخفية للأفراد والسيارات المنفردة إذا وجدت الوديان والشجيرات، حيث إن المحافظة على الاتجاه والملاحة في الصحراء من الأمور الصعبة نظراً لعدم توفر الطرق الرئيسية والظواهر البارزة.. وأثناء الليل يجب تقليص المسافة بين الوحدات الفرعية وذلك للحماية. إن الآليات التي تغوص في الرمال ستؤثر حتما على خطة الحركة إذا لم توضع الخطط المسبقة لذلك, وحركة قوافل الآليات الكبيرة بدون غطاء جوي ستؤدي إلى خسائر جسيمة إذا ما تدخل طيران العدو. أيضا من ضمن مميزات القتال في المناطق الصحراوية استخدام النيران وهي إما أسلحة مباشرة حيث أن معظم المناطق الصحراوية تؤمن ميادين رمي جيدة للأسلحة ذات المدى البعيد كالرشاشات التي لها تأثير فعال وتقدير المدى يمكن أن يتأثر بسبب زغللة النظر والخداع البصري والمراقبة بشكل عام جيدة إلا أن الغبار والضباب يجعلان تقدير قوة العدو أمراً صعباً. والإسناد القريب بين المشاة والدبابات ممكن لأن هجوم العدو محتمل في الصحراء من جميع الجهات ولابد من التنسيق لعمل خطة مقاومة الدروع والموانع ضد الدبابات. والأسلحة غير المباشرة قد تكون الملاحظة فيها محدودة لقلة توافر الأماكن المشرفة بالإضافة إلي تأثيرات المناخ غير المناسب وفي حالة عدم توفر خرائط دقيقة يجب الحصول على صورة جوية لاستخدامها لتوفير الإسناد المدفعي الدقيق. وتأثير الرماية يتضاءل بسبب الرمال اللينة واستخدام الانفجار الجوي أى الفيوز الموقوت واستخدام الصوت والرادار أفضل في الصحراء منه في المناطق الأخرى وأيضا استخدام المناظير وسلالم المراقبة والأبراج المنقولة في حالة عدم توفر نقاط الملاحظة ولابد من الصيانة المستمرة للمدافع لأنها أمر ضروري. وأيضاً من ضمن مميزات القتال في المناطق الصحراوية الاتصالات، ونظراً لبعد المسافات نتيجة الانتشار الواسع فإنه يتطلب توفير أجهزة لاسلكية لتغطية هذه المسافات وأجهزة التردد العالي تكون حساسة بسبب تقلبات الطقس، وأيضاً استخدام الهاتف اللاسلكي له تأثير فعال في المناطق الصحراوية ولابد من وجود الأسلاك الهاتفية لربط الوحدات بعضها ببعض لبعد المسافات.