نشرت صحيفة الغارديان مقالا للورا سبيني، بعنوان "الوباء القادم؟ ربما بدأ بالفعل". وتقول الكاتبة إنه "يمكن لكوفيد-19 تغيير مجرى المد المتصاعد للتطور الميكروبي الذي يهدد بإزالة الركيزة الأساسية للطب الحديث". "فمن شبه المؤكد أن كوفيد-19 قد أدى إلى زيادة مقاومة مضادات الميكروبات، ويبدو أنه فعل ذلك بعدة طرق. نحن نعلم أن الجراثيم المقاومة يمكنها نقل الجينات التي تمنح هذه المقاومة، من جيل إلى الجيل الذي يليه، ولكن يمكن أن يحدث هذا أيضا ، بين الجراثيم غير ذات الصلة وحتى بين الأنواع غير ذات الصلة". وتضيف "لهذا السبب، تطبق المستشفيات بروتوكولات صارمة تتطلب من الموظفين، على سبيل المثال، تغيير معدات الحماية الشخصية بين المرضى، ولكن بسبب الضغط الذي تعرض له العديد من العاملين في الرعاية الصحية هذا العام لم يتمكنوا دائما من مراعاة هذه البروتوكولات". وتشرح الكاتبة "يحدث كوفيد -19 بسبب فيروس، مما يعني أن المضادات الحيوية غير فعالة ضده، لكن الحالات الشديدة غالبا ما تكون معقدة بسبب الالتهابات البكتيرية التي تسبب الالتهاب الرئوي، لذا فإن تلك الحالات تستدعي العلاج بالمضادات الحيوية". "وهذا مصدر قلق لأن مضادات العدوى عنصر أساسي في البنية التحتية الصحية الحيوية مثل المياه النظيفة والصرف الصحي الجيد. وبدونها، يعود الأمر إلى طب القرن الثامن عشر". وتوضح "في الواقع، من المحتمل أن تتسبب مقاومة مضادات الميكروبات في حدوث الجائحة التالية". ولكن كيف ستبدو جائحة مقاومة مضادات الميكروبات؟ تقول الكاتبة: "لن تتكون من عدوى واحدة، وستكون مزمنة وغير قابلة للعلاج". وتخلص إلى أن "كبح الاستخدام غير الملائم للمضادات الحيوية، يعد أمرا أساسيا للبقاء في طليعة مقاومة مضادات الميكروبات، لكننا نحتاج أيضا إلى أنواع جديدة من المضادات".