أمريكا وحلفها العدواني الغربي وأدواتها الإقليمية جميعهم يربطون كل ما يقومون به من أحاديث وتصريحات إعلامية تصب في مجرى التأكيد على أنه لا يوجد حل عسكري يدعون الى وقف ما يسمونه بالتصعيد أو الهجوم على مارب من قبل الجيش واللجان الشعبية ورجال القبائل المدافعين عن سيادة ووحدة واستقلال وطنهم. أهمية مارب بالنسبة لكل هؤلاء لا يكمن كما يدعون في البعد الإنساني وقضية النازحين والذين بالغوا كثيراً في عددهم .. فهم لم يبالون بملايين الجوعى ولا بالأطفال الذين يموتون يومياً بسبب سوء التغذية والأمراض ولا بالمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة وحياتهم مرتبطة بالأدوية التي منعت عنهم ولا بالملايين من أبناء هذا الشعب الذين جميعهم يرزحون تحت حصار مطبق على أجساد وأنفاس اليمنيين منذ ست سنوات وأصبح بالآونة الأخيرة الأداة التي يعتقد تحالف العدوان الأمريكي السعودي البريطاني الصهيوني الاماراتي أن ما عجز عن تحقيقه في جبهات القتال وميادين المواجهة سيحققه عبر الحرب الاقتصادية القذرة. أمريكا وحلفاؤها وأدواتها يعتقدون أن ارهابهم الاقتصادي سيحقق ما عجز عنه ارهابهم العسكري السياسي مع أن التجارب أثبتت منذ زمن بعيد مثل هذا السلوك المتوحش ويثبت اليوم فشله وأن الشعوب والأمم العظيمة تحول الإرهاب الأمريكي لتجويع وقتل الشعوب الى فرص للإبداع والابتكار والوصول الى وسائل لمواجهة تحالفها الاجرامي الخبيث والبغيض, وفي النهاية كلما اتسعت دائرة الحصار والعقوبات للشعوب الحرة المدافعة عن سيادتها واستقلالها كلما تحسنت خيارات المواجهة وبقراءة بسيطة سوف يكتشف أي متابع حصيف من أن هذا النهج سوف يرتد على أمريكا وبدأ يتضح في اكثر من مظهر. قلنا إن هذا العدوان هدفه السيطرة على موقع اليمن الاستراتيجي ومكامن الثروات فيه, ولا نعتقد اليوم أن هناك من يشكك في صحة هذا الطرح حتى أولئك الذين سقطوا في مستنقع العمالة تحت أوهام أن أمريكا وأدواتها سيعيدونهم الى السلطة .. ومارب مرتكز مناطق الثروات النفطية والغازية والمعدنية باتجاهات شرق وشمال اليمن وصولاً الى الربع الخالي والتي تحتوي على أكبر مخزون احتياطي نفطي في العالم وبالتالي الخشية من استعادة اليمن وطرد القوات الغازية من أراضيه التي في ظل وجود دولة تملك مشروعاً وطنياً سوف تحول اليمن الى دولة عظيمة فهي ليست كتلك الممالك حديثة النعمة التي صنعتها بريطانيا بل لديها تراكم حضاري تاريخي كبير وهذا يعطيها أحقية امتلاك مكانة إقليمية وعالمية مؤثرة, لهذا شنت هذه الحرب العدوانية عليه ويريدون استكمال السيطرة على هذا المخزون الهائل من الثروات النفطية والغازية والمعدنية, والتباكي على النازحين والمدنيين في مارب هي ذريعة كما كانت الشرعية الوهمية ذريعة لهذا التكالب الدولي على اليمن ووحدته واستقلاله وتحرره من كل أشكال الوصاية الخارجية.