في مثل هذا اليوم قبل عشرون عاما شاهد العالم كله اصطدام طائرتين ببرجي التجارة العالمي بنيويورك ، في مشهد مذهل وصادم لم يكن ممكن تخيله ، وسريعاً يعلن تنظيم القاعدة انه المسئول عن هذه العملية . حينها اعلن العالم تعاطفه مع أمريكا التي اعلنت الحرب على الارهاب منشأة تحالف دولي غير مسبوق لهذه الغاية تصدر ذلك حلف الناتو واعلن جورج بوش الابن ان الذي لن يكون مع امريكا فهو مع الارهاب وخضعت معظم دول العالم لهذا المنطق واعلنت انضمامها الى هذا الحلف تحت ضغط هول الحدث . وسائل الدعاية الامريكية ونقصد الاعلام الامريكي والتابع له في كل انحاء العالم لم يتيح الفرصة للتفكير في حقيقة ما حدث يوم 11 سبتمبر 2001م ، وبمرور الوقت بدأت تتكشف الحقائق بشكل تدريجي من امريكا واوربا لتظهر التحقيقات ان من ضمن الارهابيين التسعة عشر الذين شاركوا في تلك العملية 15 سعودياً وهؤلاء حصلوا على تاشيرت دخول امريكا من قنصلية سفارتها في جدة ، مع ان فوبيا الارهاب الاسلامي قد برز كمصطلح لايجاد عدو جديد لأمريكا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، ومراقبة العرب والمسلمين كانت في اشدها ، الا منفذي عمليات 11 سبتمبر الذين لم يسهل لهم دخول الولاياتالمتحدةالامريكية بل وتدربوا على قيادة الطائرات في الولاياتالمتحدة ، وربما تحت اشراف المخابرات الامريكية ال سي أي أي ، وقد سبقت هذه الاحداث عملية ضد سفارتي أمريكا في تنزانيا وكينيا ، وهاتان الحادثتان جعلت كل العرب والمسلمين تحت رقابة استخبارات أمريكا وحلفائها ، ومع ذلك حصلت احداث ابراج نيويورك المرعبة . كثيرة هي التفسيرات المنطقية لما حدث ولكن أمريكا وحتى اليوم تحاول في اعلامها ادراج كل الادلة والبراهين التي تثبت ان هاتين الحادثتين في اطار ما تسميه نظرية المؤامرة لتحقيق الهيمنة الامريكية, وكانت الخطط جاهزة لغزو واحتلال افغانستان في نفس العام من هذه الاحداث وفي عام 2003م تم احتلال العراق ، واللافت ان جورج بوش وديك تشيني نائبه ووزير الدفاع الامريكي اعتبر ان هذه الحرب صليبية ولم تكن هذه العبارة في احدى احاديث جورج بوش زلة لسان ، بل كانت تعكس عقلية المسيحية الصهيونية من اعلى الهرم الامريكي ، وحتى اذا ما اعتبرنا ان من قام بهذا العمل تنظيم القاعدة وبن لادن ، هل كان الامر من الدولة العظمى والقطب الأوحد وحارسة الديمقراطية زلة لسان أم أنها توصف الامور بانها حرب صليبية كما تعتقد هي، ام ان احداث 11 سبتمبر 2001م لم تكن كما صورتها أمريكا . اليوم وبعد عشرون عاماً تعلن امريكا انسحابها من افغانستان وفشل مشروع الهيمنة بتلك العنجهية والغطرسة .. واليوم يصرح بايدن في حركة استعراضية انه سيكشف بعض التحقيقات السرية حول تفجير برجي التجارة ، والمقصود هنا دور النظام السعودي في هذه العملية ، وتفعيل قانون (جاستا) الذي يعطي الحق لأسر الضحايا برفع القضايا على النظام السعودي لدفع تعويضات ، وما يثير الانتباه هو رد رئيس المخابرات السعودية السابق تركي الفيصل لاحدى وسائل الاعلام الامريكية قوله ليس لدى السعودية مشكلة بكشف كل ما ورد في هذه التحقيقات ، والمعنى هنا واضح فرئيس المخابرات السعودية السابق اراد ان يقول لم نكن وحدنا بل كان لنا الأمريكان شركائنا وبالتالي لن نتحمل المسؤولية وحدنا بل على الدولة العميقة واجهزة استخباراتها في امريكا ان تتحمل ايضاً المسؤولية امام شعبها ، وهذا يحمل في طياته تهديد واضح لبايدن والادارة الامريكية وسنرى في الايام القادمة الى اين ستذهب الامور .