كريتر أو بالعربية فوهة البركان أو عدن الأصلية كانت النواة لانتفاضة الجياع والاحتلال الإماراتي والسعودي يصفي حساباته مع هذه المدينة التاريخية العريقة (الكسومبولتية) . كريتر عدن هي مدينة التسامح والتي منها خرج الكثير من المناضلين وهي أول منطقة تحررت داخل عدن الكبرى عشية الاستقلال في عشرين يونيو 1967م على أيدي أبطال الجبهة القومية وهي اليوم منطقة لتصفية الحسابات بين مرتزقة تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني الصهيوني الذين ينتقمون منها على أيدي القرو أصحاب الأفكار المناطقية المتعنقدة والتي لن تنتهي إلا بوعي تجاوزي . في مدينة كريتر المتصارعين لا يهمهم لا أرواح المواطنين ولا منازلهم ولا جوعهم ولا أوجاعهم ولا شبعهم ولا توفير الكهرباء لهم ولا توفير الخدمات ما يهمهم هو تنفيذ أوامر أسيادهم الأمارتيبن أو السعوديين خدمة للمشروع البريطاني الأمريكي الصهيوني في عدن الكبرى والجنوب واليمن كلها. ما حصل بالأمس ليس جديداً فقد سبق وأن دارت مثل هذه المعارك في دار سعد والمنصورة والشيخ عثمان وفي المعلا والفارق هي وصولها إلى كريتر والتواهي وستمتد إلى عدن الصغرى .. ندرك أن المشروع بريطاني لعين واجهته الإمارات والسعودية التي تتماهى مع أي أوامر عليا لتنفيذ المخطط وبالتالي ما يجري في عدن اليوم ليس كما يصوره البعض أنه صراع سعودي إماراتي فالعبيد لا يتصارعون إلا إذا اراد إسيادهم وهكذا حال المرتزقة بعدن . وهذه الحالة لا تقتصر على عدن بل تمتد إلى تعز وحضرموت وأبين وشبوة و لن تتوقف إلا في حالتين اما أن يعي أبناء هذه المحافظات أن كل ما يجري لهم من كوارث ومأسي هو بسبب الاحتلال واما أن يخضعوا نهائياً للاحتلال ليترك أدواته التي ليست الانتقالي وحده بل هي الأخوان المسلمين والقاعدة وداعش وبائعي ومهربي المخدرات وكل أقذار المدن وحثالاتها ..هؤلاء هم أبطال هذا الزمان المنحط وإدراك هذه الحقائق ستعطي هذه الانتفاضات معان أخرى ترتقي إلى مستوى الانصهار في حركة التحرر الوطني اليمني الذين من اليوم الأول أدركوا ما يراد لوطنهم وشعبهم وأدراكو أن لا خيار إلا حمل السلاح ومواجهة هذا العدوان الخبيث في أهدافه وغاياته وهاهم اليوم ينتصرون وسينتصرون لليمن كله ,ويصرون على تحرير كل شبر من الأراضي اليمنية ومثلما استجاب أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الشرفاء لأبناء شبوة في مواجهة تلك الأدوات الغبية والحمقاء ومن يقف ورائهم وهم بكل تأكيد لن يتخلوا لا عن سقطرى ولا المهرة ولا عدن ولا كل شبر من الأراضي اليمنية ولكن ينبغي أن يصل أبناء هذه المحافظات إلى فهم حقيقة ماهم فيه الذي هو ليس تحرير بل احتلال وانهم مستعدين على الوقوف في وجه الاحتلال السعودي الإماراتي البريطاني الأمريكي الصهيوني وأما أن يستمروا في أوهام وعيهم المزيف فلا ينتظرون إلا المزيد من الإذلال والمهانة. اليمنيون قد يختلفون وقد يتقاتلون لكنهم في النهاية إذا لم يكن هناك تدخل أجنبي سيتعلمون من ما مر بهم وسيتجهون لبناء وطنهم ودولتهم التي بكل تأكيد لن تكون إلا عظيمة. خلاصة القول الغزاة والمحتلين يريدون السيطرة عبر الفوضى والتي ثمنها أرواح ودماء وأوجاع أبناء اليمن ولا تختلف المأساة في تعز القريبة في الثقافة من عدن ونخشى أن يكون البعض من أبنائها أدمنوا العمالة والارتزاق وفي هذه الحالة العلاج يكون أصعب .. ما يجري في المحافظاتالمحتلة الحديث عنه لا ينتهي وكل يوم هناك من القبح والإجرام الجديد.