اليوم الذكرى ال 44لمؤامرة اغتيال وطن في شخص قائده الاستثنائي الشهيد إبراهيم محمد الحمدي وهي ذكرى اليمة لن ينساها الشعب اليمني وستضل حاضرة في ذاكرة اجياله كواحدة من الجرائم الشنيعة والبشعة التي ارتكبها نظام بني سعود وعملائه بحق هذا الشعب على نحو يتعارض مع كل القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والعلاقات الدولية. لم يكن الرئيس الشهيد المقدم إبراهيم الحمدي معاديا للنظام السعودي ولم يقوم باي عمل يستهدف هذا النظام الإرهابي الوهابي بل على العكس حاول وسعى جاهدا ان يبني معه أفضل العلاقات الأخوية النابعة من حرص صادق على أمن واستقرار وازدهار شعوب منطقة شبه الجزيرة العربية والخليج. وهنا تكمن المأساة لان الرئيس الشهيد كان كما هو معروف بوطنيته اليمنية وقوميته العربية وانتمائه للامة الإسلامية وتجلى كل هذا في المشروع الذي كان يحمله والذي بدات تتبلور ملامحه في العديد من الإنجازات والتوجهات التي برزت في النهضة التنموية.. ففي وقت قصير حقق نقلة نوعية شواهدها تتجلى بعشرات المدارس والطرقات والمستشفيات والمصانع واهم من هذا كله تأسيسه لبناء الدولة الوطنية المؤسسية الحديثة. ومن يعود لقراءة الفترة الواقعة بين انقلاب 5 نوفمبر 1967م وحركة 13 يونيو 1974م التصحيحية سيكتشف حال جمهورية اقطاع المشايخ الذين قبلوا بالارتهان والوصاية لمحمية بريطانيا وامريكا مملكة بني سعود الذين استخدموا المال النفطي القذر لتنفيذ مشاريع اسيادهم الغربيين والصهاينة ليكون اليمن النموذج الاوضح لما يمثله هذا النظام حتى اليوم. مشروع الرئيس الشهيد الحمدي لم يكن معاديا للنظام السعودي ولا حتى لأمريكا وفرنسا وبريطانيا الذين كان لهم علاقة بمؤامرة الخلاص منه بمعنى ان الحمدي لم يكن يحمل أيديولوجية معادية لهم بقدر ما كان يحمل مشروعا وطنيا وحدويا استقلاليا لليمن ولعل اغتياله في11 أكتوبر 77م يعكس هذا المضمون والذي سبقه العديد من التوجهات التي لم تنسجم مع حقد النظام السعودي على الشعب اليمني واطماع دول الهيمنة الاستعمارية الغربية. لقد ازعج الشهيد الحمدي النظام السعودي باستعادته روح جمهورية 26 سبتمبر وبالنهضة التنموية التي حققها لشعبه وبتوجهاته الجادة والصادقة مع أخيه الشهيد سالم ربيع علي نحو إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وهي ذاتها التي شعر الغرب وكيان العدو الإسرائيلي انها تشكل خطرا على مخططات اطماعه في موقع اليمن الجيوسياسي الاستراتيجي المطل على بحرين ومحيط وهم البحر الأحمر والعربي وبينهما وبعدهما مضيق باب المندب والمحيط الهندي وقد كان جرس الإنذار في هذا الاتجاه انعقاد مؤتمر الدول المطلة على البحر الأحمر والذي جمع اليمن بشطريه والسودان والصومال برئاسة الشهيد إبراهيم الحمدي في مدينة تعز وعارضته السعودية بشدة وكانت القضية الرئيسية ان امن جنوبالبحر الأحمر هو مسؤولية سيادية للدول المطلة عليه واستتباعه بزيارة عدن للمشاركة في احتفالات الثورة اليمنية التحررية ضد الاستعمار البريطاني بمناسبتها الربعة عشرة مثل نقطة التحول في مسار المشروع الوحدوي الاستقلالي لليمن كله. الحديث عن ذكرى استشهاد الرئيس الحمدي يطول وكأن هذه الجريمة التي ارتكبت بحق اليمن وشعبه العظيم جرحا متجددا بالوعي والذاكرة الوطنية الى حد الشعور بان هذه الجريمة حصلت اليوم وليس قبل 44 عاما وهي التي أسست لجرائم النظام السعودي ضد اليمن الوطن والشعب والمتجسدة في العدوان الاجرامي المستمر للعام السابع على التوالي والذي هو حرب إبادة لم يشهد التاريخ مثيل لها.