كلمة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي امس أمام قيادات الدولة ومسؤوليها كان خطابا هادئا ومسؤولا وفيه كثير من الرسائل وعلى هدوئه يمكن اعتباره خطابا توجيهيا تحذيريا لمن لم يفهم ويستوعب طبيعة المرحلة التي مرت وتمر بها البلاد والتي تقتضي من الجميع مواطنين ومسؤولين ان يكونوا في مستوى استحقاقاتها. فالعدوان على الشعب اليمني لازال مستمر والعالم يعج بالأحداث الكبرى التي سيكون لها ما بعدها من التحولات والمتغيرات ناهيك عن ما هو مباشر وواضح الان. وبدون شك المواجهة الاطلسية الروسية في اوكرانيا انعكاساتها واضحة للاعيان وهنا ينبغي التركيز على اشارة قائد الثورة الى ازمة الغذاء الناجمة عن هذه الحرب التي افتعلتها امريكا في اطار صناعة التوترات والفوضى في كل مكان من هذا العالم . وفي هذا السياق تأكيده مجددا على اعطاء الاولوية للتنمية الزراعية يحمل في طياته ليس فقط التنبيه الى موجبات الاعتماد على الذات لاسيما فيما هو ضروري وليس هناك أهم من الامن الغذائي وهنا نأتي للمبنى والمعنى من كلمة قائد الثورة والتي فيها يرشد ويوضح لعل من لا زال في غيه القديم يحاول ان يغير من سلوكه ويعود الى الله ويتطبع بالطباع الصحيحة ومن لم يفهم ذلك فلا يلوم في الاتي الا نفسه فلا الشعب ولا الوطن يحتمل المزيد من الفساد والتقاعس والتقصير والسلوكيات غير المسؤولة. والكل سيحاسب في الدنيا والاخرة وبكل تأكيد امام القانون فلا احد كما ينبغي ان يكون كبيرا فوق القانون ولا صغيرا تحت القانون فالجميع يفترض ان يكونوا سواسية امام الدولة مثلما سيكونون امام الله يوم الحساب وهذا ماكنا نحتاج اليه منذ عقود وربما منذ قرون . صحيح ان العطار لا يصلح ما أفسده الدهر فمن تربى وعاش في مستنقع الفساد فلا يستطيع ان يتنفس الا اكسجين الفساد ولكن ينبغي التركيز على من لم يتلوثوا بشكل كبير وطبائعهم لم تعلب من تطبعهم والاهم التركيز على الاجيال الجديدة وهذا لن يتأتى الا من خلال التربية الدينية والاخلاقية والسياسية السليمة والصحيحة مع ادراكنا ان هذا يحتاج الى وقت وجهد ومثابرة لكن نقطة البداية من الان والقدوة في من يتحملون المسؤولية كرسالة ومشروع وهنا يستوجب ان يتطابق القول مع العمل.