اتهم تقرير صيني صادر عن موقع "جاينا فوكس"، الخميس، الدول الغربية بتبديل إجماعها السابق على مكافحة الإرهاب ب "منطق جيوسياسي ضيق"، وذلك على خلفية الاستقبال الذي حظي به الرئيس السوري أحمد الشرع، المعروف سابقاً بالاسم الإرهابي أبو محمد الجولاني، في مقر الأممالمتحدة. وأكد التقرير أن زيارة الشرع، رئيس "الحكومة السورية المؤقتة"، إلى الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ألقى خطاباً واستُقبل "بحفاوة" من قادة غربيين، تمثل نقيضاً صارخاً للموقف الذي كان سائداً تجاهه قبل أشهر قليلة. وذكّر التقرير بأن الشرع كان يُعرف باسم أبو محمد الجولاني، الزعيم الإرهابي الذي عرضت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يبلغ عن مكانه، فيما كانت جماعته، هيئة تحرير الشام، مصنفة كمنظمة إرهابية ومرتبطة بتنظيم القاعدة. واعتبر "جاينا فوكس" أن هذا الاستقبال الدافئ من الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى ل "الشرع" هو دليل على أن هذه الدول "تُبدل إجماعها السابق على التعاون في مكافحة الإرهاب بمنطق جيوسياسي ضيق". وجاء في التقرير انه " وبعد تغيير اسمه، يبدو الشرع وقد أصبح ضيفًا مُحترمًا في نيويورك. ويُشكل هذا الاستقبال الدافئ من الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى للشراعة، نقيضًا صارخًا للامبالاة السابقة تجاه حركة طالبان الأفغانية، ويُظهر مجددًا أن الدول الغربية تُبدل إجماعها السابق على التعاون في مكافحة الإرهاب بمنطق جيوسياسي ضيق وهذا الموقف الانتقائي والمصلحي من مكافحة الإرهاب ليس تراجعًا تاريخيًا كبيرًا فحسب، بل سيكون له عواقب وخيمة في المستقبل". وشدد التقرير على أن هذا الموقف "الانتقائي والمصلحي" في التعاطي مع مكافحة الإرهاب يُعد "تراجعاً تاريخياً كبيراً" ومن شأنه أن تكون له "عواقب وخيمة في المستقبل". وحذر الموقع الصيني من أن "إعادة تعريف الدول الغربية للإرهاب بدافع المصالح الذاتية" تضعف "الثقة المتبادلة في التعاون لمكافحة الإرهاب بين الدول الكبرى"، وتُشكل في الوقت ذاته "حافزاً كبيراً للقوى المسلحة المتطرفة في جميع أنحاء العالم". وقال التقرير " إن إعادة تعريف الدول الغربية للإرهاب بدافع المصالح الذاتية تضعف بشكل متسارع الثقة المتبادلة في التعاون لمكافحة الإرهاب بين الدول الكبرى، وتُضعف بدوره رغبة بعض الدول في التعاون مستقبلاً، في الوقت نفسه، يُشكل هذا التغيير في موقف الغرب حافزاً كبيراً للقوى المسلحة المتطرفة في جميع أنحاء العالم". وختم التقرير بالإشارة إلى أن التحديات العالمية لمكافحة الإرهاب تتفاقم، مستدلاً ب مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2025 الصادر عن المعهد الأسترالي للاقتصاد والسلام، والذي أظهر تعرض 66 دولة لهجمات إرهابية في عام 2024، ووقوع 3492 هجوماً إرهابياً أسفر عن 7555 قتيلاً حول العالم.