تتواصل مظاهر الانفلات الأمني في مناطق سيطرة تحالف العدوان ومرتزقته إذ تحولت مدينة جعار بمحافظة أبين، ظهر امس، إلى ساحة قتال بين فصائل مسلحة، على خلفية نزاع حول جبايات سوق السمك، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين بجروح بعضها خطيرة، وفقًا لمصادر اعلامية. وذكرت المصادر أن الاشتباكات اندلعت وسط السوق العام، واستخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، الأمر الذي تسبب بحالة من الهلع بين المواطنين، فيما هرعت مليشيات أمنية تابعة لسلطة المرتزقة المحلية للتدخل بعد تفاقم الوضع، في محاولة متأخرة لإعادة الهدوء إلى المدينة. وبحسب الأهالي، فإن الاشتباك جاء نتيجة خلاف بين مجموعات مسلحة تتقاسم السيطرة على الأسواق، وتتسابق على فرض الجبايات بالقوة في ظل غياب أي سلطة فاعلة، ما يعكس تفشي ظاهرة الفوضى وتنازع النفوذ بين أدوات ومليشيات التحالف السعودي الإماراتي في المحافظة. وبحسب مراقبين فإن هذه الحادثة ليست معزولة، بل تأتي ضمن مشهد متكرر في محافظات الجنوب، حيث تعجز حكومة المرتزقة عن ضبط الأمن أو منع المليشيات الموالية لها من تحويل الأسواق والموانئ إلى مصادر تمويل خاصة، بعيدًا عن أي رقابة أو قانون. وتؤكد اشتباكات جعار أن حالة التفكك التي تضرب مؤسسات الأمن والإدارة في مناطق ما يسمى ب"الشرعية" باتت تهدد حياة المواطنين ومعيشتهم اليومية، فيما تكتفي حكومة المرتزقة بالتصريحات دون أي إجراءات فعلية لوقف الانهيار الشامل. وبينما تستمر الصراعات على الجبايات والمكاسب الشخصية، تتراجع الخدمات وتنعدم أبسط مقومات الحياة، في مشهد يلخص فشل مشروع التحالف في إدارة الجنوب، ويكشف الوجه الحقيقي لسلطةٍ لا تملك من أدوات الدولة سوى الاسم.