في مشهد يختصر عبث سلطة المرتزقة وانفصالها الكامل عن واقع البلاد، تحوّل مطار عدن خلال الأسابيع الأخيرة إلى منصة عبور دائمة لمسؤولي حكومة المرتزقة الموالية للتحالف الذين يتسابقون نحو الرحلات المغادرة، بينما يعيش المواطنون داخل البلاد أزمات اقتصادية خانقة وانقطاعاً في المرتبات وغياباً تاماً للخدمات. وكشف ناشطون ووسائل اعلام جانباً مظلماً من هذا المشهد، ..واصفين ما يجري في المطار بأنه هروب جماعي للوزراء والوكلاء والمديرين العامين تحت غطاء "الورش والمؤتمرات"، التي لا تحمل أي مردود حقيقي على الوطن، سوى المزيد من الهدر المالي والإسراف غير المبرر في موارد الدولة. ويؤكد الناشطون إن ما بين 30 إلى 40 في المئة من المسافرين عبر مطار عدن هم من كبار المسؤولين الحكوميين، يسافرون تحت ذرائع مضحكة مثل "الاستراتيجيات التنسيقية لمواجهة مخاطر التباعد التفكيكي" أو "استدامة الخطط المتشابكة في الإطار التفويضي" — عناوين عبثية لا تعني شيئاً في واقع بلدٍ ينهار تحت وطأة الجوع والانقسام والفساد الذي تديره حكومة المرتزقة. وتابع الناشطون كل ورشة أو مؤتمر، ترافقه وفود من ثلاثة إلى ثمانية أشخاص، يحصل كل منهم على تذاكر سفر وبدلات تصل إلى ثلاثة آلاف دولار على الأقل للفرد الواحد، في وقتٍ لا يجد فيه الموظفون رواتبهم منذ أشهر، وتُبرَّر الأزمة المالية الدائمة بحجة "عدم وجود موارد". هذا النمط من الفساد المنظم يعكس، وفق الناشطين سقوطاً أخلاقياً وإدارياً مدوياً لحكومة المرتزقة التي باتت تعيش على هامش الدولة، فيما المواطن الغارق في المعاناة اليومية لا يجد سوى بيانات التبرير وذرائع العجز. إن ما يجري في مطار عدن يتجاوز قضية سفر مسؤول، إذ بات مصغّرة لنظامٍ فاسدٍ يعيش من أموال الشعب ويسافر بأحلامه المنهوبة، فيما تترك المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة المرتزقة رهينة الانقسامات، والرواتب مجمّدة، والمستقبل مغيّباً في حقائب السفر، كما يقول الناشطون.