من تحت الركام نهضت 26 سبتمبر ومعها شقيقتها اليمن تمسحان غبار ودخان الموت عن جبينهما لتظهرا أكثر جمالًا وأكثر قوة وصلابة. لم تستطع الصهيونية بكل وحشيتها المتطورة أن تسكت أصوات العقول والأقلام في هاتين الصحيفتين على الرغم من بشاعة الجريمة وفداحة الخسارة في الأرواح والبنية التحتية التي دمرتها غارات العدو. منذ جريمة العاشر من سبتمبر وحتى اللحظة التي نكتب فيها هذه السطور استطاعت هيئة تحرير الصحيفتين إصدار 17 عددًا نوعيًا لتجعل صدى الكلمة يعانق أرواح الشهداء ويرسم مسارًا جديدًا للرأي والتعبير عن قضايا الوطن والأمة. بالصبر والمبادرة والثبات شقت الصحيفتان الطريق من بين الأنقاض ولا تزالان تكتسحان كل الصعوبات لتؤكدا أن دماء كوادرهما زادتهما سموًا وعلوًا في عالم الصحافة والإعلام. الجريمة والصعاب التي فرضت بسبب العدوان السافر على مقر الصحيفتين تمت مواجهتها بالصبر والثبات والمبادرة التي كان ولا يزال لها الأثر الملموس في استمرار صوت الحقيقة الذي حاول أعداء الإنسانية والوطن تغييبه وحجبه بالصواريخ والقنابل الأمريكية الفتاكة. بالدماء والدموع ودّعنا زملاء أعزاء وبالدماء نكتب اليوم للغد رافعين شعار أسد الصحراء (عمر المختار): "نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت."