حفاوة الرئيس «دونالد ترامب» بالرئيس السوري الانتقالي «أحمد الشرع» ورشه -أثناء استقباله في «البيت الأبيض»- بعطر يحمل علامة مجموعة «ترامب» التجارية في مسعى منه إلى جذب «سوريا» إلى صفِّ «أمريكا» أثارت حنق رئيس وزراء الكيان بنيامين «نتنياهو» وغيرته في آن، فصار يتصرف بانفعال كشف ما تنطوي عليه سريرته من أضغان. زيارة تحت الأضواء اعتبرت استثناء بالرغم من أنَّ الملوك والرؤساء الذين يزورون «أمريكا» يحظون بكل ما حظي به الرئيس السوري «أحمد الشرع» من مظاهر الاحتفاء إلَّا أنَّ هذه الزيارة تميزت عن سواها بطريقة ولوج «الشرع» المختلفة -بتدبير من نظيره «ترامب»- إلى «البيت الأبيض»، وبكثرة ما سلط عليها -بنيَّة ترويجه وإشهاره وإكسابه قدرًا من الظهور وتهيئته للعب ما ينتظره من دور- من أضواء أكسبها قدرًا من الاستثناء الذي أشير إليه في مستهل تحليل الباحثة في الشؤون الأميركية «كارولين بعيني» التساؤلي المعنون [لماذا يلمّع ترامب صورة الرئيس السوري؟ خلفيات زيارة أحمد الشرع إلى واشنطن] الذي نشرته «مجلة 24» اللبنانية التي تعنى بالشأن الدولي في ال13 من نوفمبر المنقضي على النحو التالي: (شهدت العاصمة الأميركية «واشنطن» مشهدًا غير مألوف مع وصول الرئيس السوري «أحمد الشرع» إلى «البيت الأبيض» من ممر جانبي بعيدًا عن عدسات الإعلام، في خطوة كسرت البروتوكول التقليدي لاستقبال رؤساء الدول. وقد جرت الزيارة بسرية تامة ومن دون أية مراسم رسمية، الأمر الذي منحها طابعًا استثنائيًّا، خصوصًا مع تأكيد مصادر في الإدارة الأميركية أنَّ اللقاء بين الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترامب انطلق خلف الأبواب المغلقة منذ اللحظات الأولى لوصول الوفد السوري إلى واشنطن. وقد شغل مشهد رش «دونالد ترامب» عطره الجديد على الرئيس السوري «أحمد الشرع» ووزير خارجيته «أسعد الشيباني» الذي عكس التركيز على ما حظي به «الشرع» من تقدير منصات التواصل التي تداولته بشكل كبير. هجوم «بيبي» على «الشرع» بدافع الغيرة مع أنَّ المتوقع أنَّ زيارة الرئيس السوري «أحمد الشرع» إلى «أمريكا» قد تمت بعلم وربما بموافقة رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني «بنيامين نتنياهو»، باعتباره صديق الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» المقرَّب، فضلًا عن اطلاعه المسبق على ما يناقش وما قد يُطرق، إلَّا أنَّ ما حظي به «الشرع» من اهتمام «ترامب» وتقديره بالإضافة إلى ما كان من رشه بالعطر من قبل «ترامب» ورش وزيره قد أثار ما هو كامنٌ في نفسية «نتنياهو» من غيرة حملته -بعد أيام عديدة من بدء الزيارة- على شن هجومٍ شرسٍ وغير متوقع على «الشرع» بعد أن دعا إلى انعقاد حكومة حربه أو يطلق عليه «الكابينت» متهمًا إياه -عبر منطقٍ تهكميٍّ وقح- بالغرور والتبجُّح، ولكي يثير عليه الكثير من الأعادي أشار في معرض هجومه عليه بماضيه الجهادي، ومن مسعى من «النتن» إلى إفساد علاقة «دمشق»ب«واشنطن»، اتهم الشرع بأنه ينوي جلب قوات روسية إلى جنوبسوريا على مقربة من حدود كيانه، وقد أشير إلى ذلك الهجوم ذي الأبعاد المتعددة بشكلٍ إجمالي في مستهل الخبر الصحفي المعنون [نتنياهو يهاجم الرئيس السوري أحمد الشرع: بدأ بفعل كل ما لن تقبله إسرائيل] الذي نشره موقع شبكة «يافا» الإخبارية عصر يوم الجمعة ال21 من نوفمبر المنقضي بما يلي: (هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» الرئيس السوري «أحمد الشرع»، معتبرًا أنه "بدأ بفعل كل ما لن تقبله"تل أبيب. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية -اليوم الجمعة- أنَّ نتنياهو هاجم بشدة سلوك الشرع خلال اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر {الكابينت} الليلة الماضية، بعد عودة الرئيس السوري من زيارته "التأريخية"إلى البيت الأبيض، ونقلت الهيئة عن نتنياهو قوله: "لقد عاد «الجولاني» منتفخًا من واشنطن، لقد بدأ بفعل كل ما لن نقبله"، مضيفًا أنَّ الشرع "يريد جلب قوات روسية إلى الحدود الإسرائيلية السورية"). تسبب رشة العطر بجولة إلى أراضٍ محتلة أما غيرة «نتنياهو» وحكومته المصغرة ذات النزعة العدوانية الحربية من ظفر «الشرع» برشة من زجاجة عطر «ترامبية»، فقد حمتلهم على القيام بجولة زياراتية استعراضية ومستفزة إلى منطقة سورية محتلة أشير إليها في سياق تقرير «نايف زيداني» التحليلي المعنون [رشة عطر ترامب على الشرع دفعت نتنياهو للقيام بجولة بجنوب سورية] الذي نشره «العربي الجديد» في ال21 من نوفمبر المنقضي بما يلي: (لقد استفز تعطير «ترامب» لنظيره «الشرع» ديوان نتنياهو، وكان ذلك سببًا -بحسب مصادر إسرائيلية- في دفعه لجمع أبرز المسؤولين العسكريين والأمنيين الإسرائيليين والقيام بصحبتهم بجولة استفزازية في جنوب سورية. وكان العطر حاضرًا في جلسة المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية {الكابينت}، فبالتزامن مع كل ما صدر عن «نتنياهو» نحو «الشرع» من هجوم محموم، علّق وزير الأمن الإسرائيلي «يسرائيل كاتس» على تعطير «ترامب» ل«الشرع» بالقول: "لقد عاد متعطِّرًا".