أسدل الستار نهاية الأسبوع الماضي في العاصمة البحرينية المنامة عن فعاليات مهرجان الخليج الحادي عشر للإذاعة والتلفزيون الذي نظمه جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج بالتعاون مع هيئة إذاعة وتلفزيون البحرين. وضمت المسابقات حوالي ثلاثة عشر نوعا من الإنتاج التلفزيوني والإذاعي. من برامج منوعات إلى برامج أطفال وبرامج حوارية وغيرها من البرامج المتنوعة بتنوع رغبات الجمهور واهتماماتهم. ولم تفوت قناة الجزيرة الوثائقية هذا الفرصة للمشاركة في هذه التظاهرة الإعلامية الخليجية الكبيرة. ولم تقتصر مشاركتها على المسابقات الرسمية وإنما كان هدف الوثائقية هو الانفتاح على شركات إنتاج جديدة لتعزيز توجهها نحو المنتج العربي لإنتاج أفلام وثائقية تعالج قضايا عربية بجودة فنية متطورة. والتقى الفريق المشارك بعدة مخرجين ومنتجين وتم فتح آفاق تعاون مع القناة. كما شهد الحيز الذي احتلته الجزيرة الوثائقية في قاعة المهرجان إقبالا كبيرا من الجمهور البحريني وضيوف هذه الدورة. أما مسابقة الفيلم التسجيلي فقد ساهمت الوثائقية بفيلمين الأول بعنوان "طفلة اسمها الماسة" وكان قد تحصل على جوائز من قبل. والثاني حمل اسم "عروستي خليج" وفاز بالجائزة الفضية مناصفة مع فيلم من السودان. ويتناول فيلم "عروستي خليج" الذي اخرجته المصرية شيرين غيث قصة طفلة من مدينة أسوان في جنوب مصر تصنع العرائس والدمى من القطن والقماش لتبيعها إلى السياح. وككل البنات في سنها تريد أن تكون لها عروس تزينها بطريقتها وتحافظ عليها وكأنها صورة لشخصيتها أو قطعة منها. لكن الطفلة ولاء مجبرة على التخلي على "فلذة كبدها" المصنوعة من قطن، وبيعها لتحصيل لقمة العيش. تعرض ولاء عروسها وفي داخلها صراع بين موقفين جارفين يتجاذبان وجدانها الصغير الحالم. الموقف الأول هو حبها لعروسها وتمنياتها بأن لا تباع كي تظل بين أحضانها تناجيها وتشكو لها همها. والموقف الثاني هو موقف الخبز اليومي الذي يعصف بأحلام الطفولة ويفصل الدمية عن صاحبتها. ولأنها تصنعها بكثير من الأمل والألم فإن الدمية تعجب الزوار ككل قطعة فنية سكب فيها صاحبها ما يختزنه من هموم وأحلام فتباع الدمية سريعا. وتلملم ولاء أحزانها بفقدان دميتها وهي تجمع ثمنها من يد السياح. ثم تعود إلى بيتها لتناجي عروسها من جديد فهي الحلم الباقي والأمل المتجدد... وفي صباح يوم آخر ودمية أخرى ورحلة متجددة مع الحب والخبز...