أفادت صحيفة "الأيام" أن لقاء السفير الروسي يفغيني كودروف بالقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية اللواء عيدروس الزبيدي في عدن حمل دلالات سياسية وإقليمية واضحة، بعد يوم واحد من العرض العسكري الأكبر للقوات الجنوبية. العرض العسكري أظهر مستوى التنظيم والجاهزية للقوات، مستحضراً صورة الجيش الجنوبي قبل 1994، وأرسل رسالة مباشرة للعواصم الدولية، لا سيما موسكو، التي رصدت الحدث باعتباره مؤشراً على قوة جنوبية صاعدة وفاعلة تمتلك مشروعاً سياسياً واضحاً.
زيارة السفير الروسي، وفق "الأيام"، لم تكن بروتوكولية فحسب، بل رسالة محسوبة تدل على اهتمام الكرملين بمركز القرار الفعلي في عدن، ودور المجلس الانتقالي الجنوبي كشريك أساسي في أي تسوية مستقبلية، فيما يعكس قرار إعادة فتح السفارة الروسية في عدن توجه موسكو الجديد نحو الجنوب.
المباحثات تناولت الإصلاحات المؤسسية، تطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة، وتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، ما يشير إلى رضا دولي متزايد عن الاستقرار النسبي الذي يرسخه الانتقالي مقارنة بمناطق أخرى، وفهم لخصوصية الوضع الجنوبي واعتراف بوجود قوة سياسية وعسكرية منضبطة تحظى بقاعدة شعبية راسخة.
وتابع محرر "شبوة برس" ما ذكرته "الأيام"، فإن استقبال موسكو لزيارات قيادات الجنوب ثم انتقال السفير إلى عدن يعكس ميل التوازنات الدولية للتعامل مع الانتقالي كفاعل مؤثر ومنظم، كما يمثل إشارة إلى اهتمام عالمي متزايد بمطلب استعادة دولة الجنوب.