أن ما نلحظه في بعض بلاد العالم العربي والإسلامي من دمارٍ طائفي يهلك به المسلم المسلم ..لأمرٍ يُخْجِلُ ويوحي بالعجز والقزمية في عالم التكلات والتحالفات .. إن الإسلام كعقيدة وديانة لا يدعو إلى ما يفتعله المسلمون ضدَّ بعضهم البعض ،بل ويَنْهَاهم عن ذلك ويُشَدد النكير عليهم ، ولكنا عند دراسة الأمر برويّة نجد الأمة قد فَلَت زِمَامُهَا من قبل ، وليس بيدها أمر سِلْمِها ولا أمر حَرْبِها ، بل ولا حتى أمر قرارها ولا أمر استقرارها ، بل لم يعد قرار السلم عند وجوبه بيد حاكمٍ مسلم ، ولا قرار الحرب عند الحاجة إليها بيد مالك قرار في كافة الأوطان والديار .. لقد انتقل القرار إلى مؤسسات عالمية التوجّه والهوية وبِيَدِها وبِيَدِ من يُحرِّكها مصير الشعوب وهندسة استقرارها ؛ وأما (المسلمون ) على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم فهم طرف مُفَعَّل يُسْهِمُون في إثارة الصراع لمصلحة المستثمرين ، وحدُّهم الأعلى في الوعي والفقه والمواقف لا يتعدى التَّعصُّب على ما اختلف عليه السابقون ، وقد ورثوا هذا الاختلاف والتًّعصُّب فَهُمْ منه وإليه وعليه ... إن كثيراً من مُسلِمي المرحلة ..إنما يعملون من خلال التعصُّب المذهبي على إنجاز مشاريع الشيطان في أوطانهم ويُسيحون الدَّم الحرام : لينالوا به مساحةً من السلطان والجاه في الدنيا ..مقابل مساحة من العذاب الأليم يوم القيامة ، وقد أكَّد الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم هذه الظاهرة بقوله : (( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار .قالوا : يا رسول الله : هذا القاتل ، فما بال المقتول ؟ قال : كان حريصاً على قتل صاحبه ))؛ فالحرص وحده سبب في دخول النار ، لأنه لونٌ من ألوان التحريش الشيطاني بين المصلين . وإذا ما تحرر المسلمون من رُكام العداوة في المذهبية ، وارتقوا إلى مستوى المعاملة بالقواسم المشتركة : فإنهم سيكسبون النصر المرتقب إن آجلاً وإن عاجلاً .. *- من صفحة الحبيب السيد أبي بكر العدني بن علي المشهور