*ناقش مؤتمر الحوار في صنعاء عام2013 وتحت إشراف المبعوث الدولي جمال بنعمر ومجموعة الدول الراعية للعملية السياسية واعترفت كل الأطراف أن وحدة 22مايو1990 فشلت وانتهت بحرب 1994م والزموا حزب الاصلاح أن يقدم اعتذارا عن فتوى إجازة تلك الحرب واعتذر بخجل ولكن تلك الأطراف لم تصل إلى حل للقضية الجنوبية وأنهت مؤتمرها بما توافقت عليه من موضوعات ثانوية أخرى وفي مارس2014 قررت القوى المتنفذة خلط الأوراق وتسليم الشمال لأنصار الله الحوثيين وحليفتهم إيران الذي غزوا الجنوب عام2015 وتم التصدي لهم على مدى شهر ونصف قبل تدخل دول التحالف بضرباتها الجوية في26مارس2015 وبدون شك استفادت منها المقاومة الجنوبية وتمكنت من تحرير الجيوب التي اخترقتها تلك القوات الشمالية الغازية بعد أقل من 4 شهور . لكن المشكل أن التحالف العربي أوهم المقاومة الجنوبية أن حل القضية الجنوبية سيكون بعد تحرير الشمال وسلم النصر الجنوبي لشرعية لم تقاتل ضد سيطرة الحوثيين أنصار الله لافي صنعاء ولافي عدن وظلت هذه الشرعية ومتنفذيها الشماليين يرفعون خطابا شعبويا تحريضيا ضد شعب الجنوب واتهامه بالانفصال الذي أعدته كفرا يستوجب قتاله وقتل كل من يدعو له ( اي الغالبية العظمى من شعب الجنوب) بينما التزم إعلام أنصار الله وأذنابه الصمت مكتفين بخطاب (نصفهم الآخر) الشعبوي في الشرعية لكن خلال هذه الفترة ومع ذبول صوت الشرعية وانكشاف خططها الفاشلة عاد أذناب الحوثيين للظهور مجددا بخطاب شعبوي تهديدي لشعب الجنوب بشن الحرب عليه وأن الانفصال لن يحدث إلا على جثثهم في عملية واضحة لتبادل الادوار متزامنا مع زيادة توجية المسيرات والباليستية للسعودية رغم الجهود المبذولة لوقف الحرب والتسوية .
من هنا لاتبدو فرص السلام في الشمال والجنوب كبيرة لإن ايران وتركيا التي حققتا نجاحا في ليبيا وفي سوريا والعراق وفي اليمن لن تسمح للجنوب أن يفلت من قبضتهما عبر القبضة الشمالية وكان التاريخ يعيد نفسه بمهزلة إلى ستينات القرن الماضي عندما وصلت القوات المصرية ايام جمال عبد الناصر وصلاح نصر إلى الجمهورية العربية اليمنية اعتقدت أنها أحكمت قبضتها على اليمن كما كان يسمى في ذلك الوقت ولم يبق غير الجنوب العربي والبحر العربي وخليج عدن وباب المندب فعمدت إلى تعميم اليمنية عليه بفرض شروط الدعم للجبهات الجنوبية (القومية والتحرير) بقبول يمننة الجنوب العربي وأحكام السيطرة على منطقة الجزيرة والخليج .
