مؤشر وانطباع تحرير شبوة يوضح أن قرار دعم الجنوب قد أُتخذ وهذا مؤكد وفق كل المعطيات على الساحة، ربما تكون البداية بحكم ذاتي أو غيره كمرحلة أولى لكن القرار تم بقناعة الكبار وهذا ليس تسويق للوهم بل عملية سياسية إقتصادية حسابية 1+1=2. شركات عالمية توتال وغيرها، دول كبرى، صراع الأقطاب، خط الحرير، صعود روسيا، نفوذ بريطانيا، باب مندب، خط التجارة العالمي، موقع استراتيجي يفصل بين الشرق والغرب وفي المقابل صراع محتدم على مستوى إقليمي نناك حلف تركي إيراني يريد يتمدد عبر أدواته في المنطقة منها إخوان اليمن والحوثيين ويقابله تحالف عربي وتعاضد رباعي عربي يجمع السعودية مصر الإماراتالبحرين يعمل على ضمان أمن البحر الأحمر وبحر العرب وباب المندب وعدم تمدد إيران ومحاربة الإخوان . من البديهي أن شبوة هي مرتكز الصراعات ومنها يتم رسم خارطة مستقبل المنطقة وسيطرت القوات الجنوبية على شبوة يعد إفشال لمشروع الإخوان والحوثي وإفشال لمشروع أقاليم الإحتلال ولم يأت هذا النصر إلا بعد جهود سياسية وعسكرية كبرى قادها الإنتقالي وشركائه إقليميا ودوليا وميدانيا نتج عن ذلك قناعة عند الدول الكبرى والقادم ستكون خطوات تفضي في نهاية المطاف إلى استقلال الجنوب واستقرار وازدهار المنطقة . عندما أستلم الإخوان شبوة في 2019م وانسحبت أغلب قوات النخبة الشبوانية بعد إلتزام المجلس الإنتقالي الجنوبي أمام الأشقاء بالهدنة كان معظم المحللين الواقعيين للأحداث يتحدثون عن إرادة دولية لتقسيم الجنوب ضمن مشروع ما سمّي بالأقاليم الستة ! . تحرير القوات الجنوبية لشبوة الآن يعني إعلان وفاة ذلك المشروع الاحتلالي الذي يرفضه شعب الجنوب جملتا وتفصيلا وعلى هذا الأساس يتبين أن استقلال الجنوب لم يعد إرادة شعبية جنوبية وحسب بل أصبح رغبة إقليمية ودولية لتعزيز الاستقرار العالمي في هذه المنطقة الهامة من العالم . دول العالم ستدعم استقلال الجنوب ليس حبا فينا ولا دعما لحق الجنوبيين القطعي في استعادة وبناء دولتهم وإنما لان دعمهم لاستقلال الجنوب يعني استقرار المنطقة بعد أن أثبتت الحقائق أن دعمهم السابق للإحتلال منذ 1994م ادخل المنطقة في معمعة الفوضى وتهدد الاقتصاد العالمي بسبب القرصنة في خط الملاحة وانتشار الإرهاب.