شكل الجنوب العربي حاجزا كبيرا لحماية سلطنة عمان ودول الخليج الشقيقة وحكام تلك البلدان الجارة الشقيقة من المد الفوضوي الذي انبعث من صنعاء في منتصف ستينات القرن الماضي وكان يستهدف الجنوب العربي وسلطنة عمان والامارات المتصالحة وقطر والبحرين حيث تحطمت تلك الأطماع التوسعية على صخرة شعب الجنوب العربي الصلبة في تلك المرحلة المجنونة التي قسمت العرب إلى معسكرين واحد باسم الثوريين والثاني باسم ما اسموهم بالرجعين بهتانا. وقد قام شعب الجنوب العربي بمهمة كاسر الأمواج العاتية لأشقائه في سلطنة عمان ودول الخليج الذي أخذوا العبرة من العبث الفوضوي الذي كانت تصدره صنعاء في ذلة ومسكنة من خلال المخابز والمطاعم والمقاهي والأعمال اليدوية البسيطة ولكن يحمل في داخله السم الزعاف وذهب الجنوب العربي وسلاطينه واتحادهم ضحية لخطط معدة من قبل صنعاء تهدف إلى استحواذها على أكبر مساحة من جغرافية الجزيرة العربية والخليج الذي يقع تحت الاستعمار البريطاني أو وصايته وقتذاك بهدف تأسيس ماتسميه (باليمن الكبير) الحلم الذي ظل يراود الائمة الزيدية ووريثتهم الجمهورية العربية اليمنية ولم يتحقق لهم غير في الجنوب العربي وعلى حساب سلاطينه كأهم نتائج حرب اسرائيل في الخامس من يونيو حزيران 1967ضد العرب. لقد ظل شعب الجنوب العربي يعاني المرارة وينزف دما منذ ذلك التاريخ المشئوم لأمتنا العربية وحتى اللحظة ولكن من حسناته أنه منع تمدد أطماع الجار (الشمالي) إلى تلك البلدان الطيب أهلها وحكامها كما كان للشاهنشاه اريا مهر محمد رضا بهلوي امبراطور إيران رحمه الله دور مساند إيجابي وان كان بطرق غير مباشرة في الحيلولة دون وصول تلك الفوضى واطماعها التوسعية باسم اليمن الكبير للوصول إلى بحر عمان وشواطئ خليج العرب واقتصار تلك الأطماع بوصولها إلى الجنوب العربي وسلاطينه وغرقت فيه منذ 1967م وحتى المعترك الراهن. والعبرة لمن يعتبر بما حدث لجاره مفيدة. الباحث/ علي محمد السليماني
