الوحدة الاندماجية كانت بمثابة الحكم الصادر بالاعدام على الجنوب العربي والخنجر المسموم بصدر أحفاده، وأن قلم التوقيع على الحكم المشرط المتسبب بنزيف الدم الذي مازال ينزف من أوردته.. فإن لم تستأنفوا وتكسروا الخنجر وتلتئموا الوريد بصورة عاجلة؛ فإن الجنوب بأيدي الأعداء دافنه؛ وحينها لن تقوم له قائمة، ومن تحت التراب الله راحمه، بالدعاء له ذاكره فاستدركوا فإن الاوضاع تتسارع، ولموا الشتات قبل ان تكونوا على الارض أفراش، وأركبوا الركاب فإنها خلقت من الرياح وبها للرياح سباقة لكيلا تجرفوا، فأتركوا الكلام فإن الكلام لا يأتيه إلا الملامة؛ والاوطان يا ابن الكرام لا يباع؛بالأفعال فقط يقام؛ وكم دعونا لاجله للتصالح والتسامح؛ لأننا على العهد به نصان؛ ولكن للصلاح والسماح مقام؛ وللاعراض عنه حرام، فكن للإنتماء مقدام، فإلى متى نظل بإنتظار ، فالانتظار بعد الاطالة تفريط وفتور وانشطار؛ فكم من رحلوا، ولك أن تعطي للسؤال جواب، فأنفض غبارك فالدار ليس الدار ولا الجار جار تعددت الألوان وانا للجنوب مازلت باكيا وغريب: بعد عام من اعوام، وشاكيا من حالي وحاله، فمن لي ولك لشكوانا سامع ياوطني؟ تفاقم الوضع شدة وعناد، بلا حياء للوطن بياع، وابامسيلمة الكذاب اصبح بين الديار مصداق.
فقم يا ابن الجنوب واطوي فراشك فإن الوطن اليوم لا يحتمل مايحاك، وابني خيمتك في وجودك واعتمد على نفسك فإن لغزة لك مبدأ ومثال، باستعادة الدولة وحدها لك وجود بين الأمم مقام واحترام وغير ذلك هراء وللتاريخ لك نابذ بلا عزاء وندم.
واعلموا أن كل مأثرة وانتاج لم تذب فيه حشاشة النفس مشوه وناقص،وكل رنة أو نشيد لم يتفجر معها دم القلب ضرب من التسلية والعبث ولا مستقبل له في عالم الافكار ..
فيا شباب الجنوب تعالوا تعلموا من غزة سمو الحب للوطن ولوعته.. الجنوب غالي.. وحضرموت من الجنوب والجنوب من حضرموت، ولابد من استعادة الدولة مهما يكون.
