قال السيد عيدروس الزبيدي أثناء لقاء جمعه بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن هانز جروندبرغ، ،(اليوم الخميس) أنه ناقش مع المبعوث ناقشنا إحياء العملية السياسية ومواصلة الجهود لإحلال السلام في اليمن. وأنه أي الزبيدي شدد في اللقاء على أهمية توفير ظروف ملائمة لبدء عملية سياسية شاملة ترعاها الأممالمتحدة، يسبقها تدابير جادة لوقف الانهيار الاقتصادي المتسارع في البلد. *التسوية القادمة: -ممتاز أن يؤكد الرئيس الزبيدي على اهمية توفير الظروف الملائمة قبل الشروع بتسوية سياسية، وكان سيكون الأمر أكثر من ممتاز إن هو أوضح ان المقصود بالظروف الملائمة تتعلق بالقضية الجنوبية التي هو من يمثلها بالمجلس الرئاسي بدلا عن إبقاء الأمر مواربا لبعث رسالة مغلوطة. -لا نعرف حقيقة كيف تم استدراج الانتقالي الى فخ القبول بالمقايضة بالجانب المعيشي والاقتصادي بالتسوية السياسية، فالحديث عن اتباع تدابير اقتصادية تسبق التسوية السياسية هو قبول بمقايضة لقمة الجياع بالموقف السياسي وفق منطق: سلم واستلم.!! فتوفير الخدمات والاقتصاد هو حق مستحق لا يقبل المساومة فيه. *السعودية والحوثيين: ' ضف الى ذلك اننا كنا وما نزال نتطلع لموقف صريح من الانتقالي إزاء التفاهمات التي تم التوافق عليها بين السعودية والحوثيين بمعزلٍ عن الانتقالي قبل أن يجد الانتقالي نفسه مجبرا على الاستدعاء للتوقيع على اتفاق لا للجنوب فيه ناقة ولا جمل.
-ثم لماذا يتماهى الانتقالي مع العبارة التي تؤكد أن التسوية السياسية يجب ان تكون برعاية الاممالمتحدة؟ فهذه الاخيرة موقفها معروف حيال القضية الجنوبية، فهي جزء من مأساة الجنوب منذ حرب 94م وتؤكد دوما ان الوحدة اليمنية يجب ان تظل كما هي حتى وهي في أبشع صورها. - ثم لماذا يقبل الانتقالي بأن يتنصل الخليجيون من المسؤولية عن الإشراف على التسوية ويرمون وبكل بساطة بملف الازمة اليمنية فوق طاولة الأممالمتحدة وهم الذين ظل الانتقالي يعتبرهم شركاء وثيقين وسنده السياسي بمواجهة الأحزاب والقوى التي احتل وعسفت الجنوب وعصفت به بقسوة وبأنهم مظلته السياسية في أي تسوية سياسية قادمة؟.
*الانتقالي والقضية الفلسطينية: - السيد الزبيدي دون سواه من قيادات المجلس الرئاسي وكل المسئولين بالحكومة التي يناصفها الانتقالي الحقائب يؤكد دوما على استعداده مشاركة الولاياتالمتحدة وبريطانيا الضربات العسكرية ضد الحوثيين، كما يؤكد الانتقالي بأنه يؤيد حل القضية الفلسطينية وفقا للمشروع الابراهيمي، فيما الآخرون ينأون بأنفسهم من هكذا مهمة، نجزم بانه ستصيب سمعة الجنوب في الصميم أمام الشعوب العربية وتجعله خصما اصيلا كما أن هذا الموقف من شأنه أن يقوض من التأييد الشعبي والنخبوي العربي للقضية الجنوبية. فالجنوب الذي عانى من شتى أنواع الاستبداد والقمع طيلة ثلاثة عقود حريا به ان يصطف بخندق المظلومين لا بخندق الظالمين والاحتلال، ولنا في موقف جنوب أفريقيا موقفا راقيا من المواقف المشرفة تجاه لشعب أبى إلّا أن ينحاز للضحايا كونه عانى من مرارة القمع والعنصرية والظلم. فالمشروع الابراهيمي المزعوم الذي هو من بنات أفكار الصهيونية في تل أبيب وواشنطن منذ الإعلان عنه قبل قرابة ثلاث سنوات لم يجلب لأشقائنا الفلسطينيين إلا مزيدا من ابتلاع أراضيهم وتكريسا للاحتلال وزاد من تقوية العدو الذي اعتبره بانه موافقة عربية على إبقاء الاحتلال كما هو وتغوله باكثر صور التوحش، وشيك عربي على بياض. فهل يقبل الجنوبيون بأن يُملى عليهم مشاريع حلول تعسفية من خصومهم كما يطلب البعض من الفلسطينيين؟. فالظلم يجمع المظاليم كما يقال.