قراءة تحليلية لنص «اسحقوا مخاوفكم» للكاتب والبرلماني اليمني أحمد سيف حاشد، والمنشور في كتابه "فضاء لا يتسع لطائر" انجزت عبر توظيف أدوات الذكاء الصناعي، بهدف استقراء البنية الرمزية والاجتماعية والسياسية في النص وربطها بالسياق التاريخي لمرحلة التشطير اليمني وما تلاها من تشظيات معاصرة فرضتها الحرب. وتسعى القراءة إلى إبراز الأبعاد السياسية الكامنة في التجربة السردية، وما تعكسه من رؤية وطنية تستنهض الوعي الجمعي وتنتصر على الخوف كأداة استعمار داخلي وخارجي على حد سواء. قراءة للنص في سياقه التاريخي والاجتماعي هذه القراءة تسلّط الضوء على البعد السوسيولوجي والسياسي لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"في ضوء واقع التشطير اليمني وما مثّله من انقسام نفسي واجتماعي، خصوصًا للمواطنين القاطنين في مناطق التماس بين الشطرين قبل الوحدة (الجنوب والشمال). السياق التاريخي والاجتماعي الزمن الذي يستحضره حاشد هو مطلع الثمانينات من القرن الماضي، أي في ذروة حالة التشطير السياسي والجغرافي لليمن بين الجمهورية العربية اليمنية في الشمال، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب. كانت الحدود بين الشطرين أشبه ب«جرح جغرافي» يختلط فيه الخوف بالريبة، والتاريخ بالأيديولوجيا، والانتماء بالتهديد. مناطق "شعب – القبيطة" تقع على خط تماس اجتماعي وسياسي: قبائل، بل وعائلات ممتدة بين الجانبين، وحركة بشرية تخضع لتوجسٍ دائم من «نقاط التفتيش»، و«عيون الأمن»، و«الاشتباه السياسي». الخوف بوصفه نتاجًا بنيويًا للتشطير الخوف الذي يصفه الكاتب في النص ليس فقط خوفًا من «الأشباح»، بل هو الخوف الذي زرعته حالة التشطير في وعي الناس: الخوف من العبور، من الحدود، من المجهول. والخوف من الانتماء، من التهمة، من الاشتباه في «الهوية السياسية». اضافة الى الخوف من "السلطة" في أي شطر، إذ كانت كليهما تتعامل بريبة مع القادمين من الجانب الآخر. وحين يقول حاشد إنه يسلك «طرقًا تحتال على نقاط أمن الشمال»، فهو يكشف بنية الخوف الممنهج التي جعلت التنقل بين الشطرين فعلاً محفوفًا بالمخاطر السياسية والاجتماعية. والطريق ليس مجرد جغرافيا؛ إنه فضاء للرقابة والسيطرة والريبة. «الشبح» كرمز سياسي للتشطير والشبح الذي يعترض طريق حاشد ليس كيانًا غيبيًا فقط، بل رمز مجازي للتشطير نفسه: كيان ضخم مظلم يقف في منتصف الطريق بين الشمال والجنوب، يمنع الناس من العبور الطبيعي. وكيان «لا يُرى بوضوح»، لكنه حاضر في الوعي الجمعي يملأه بالخرافات والتحذيرات. والشبح هو «الخوف السياسي» من الآخر، من الجهة المقابلة، من «النظام الآخر». وعندما يكتشف حاشد أن الشبح مجرد نخلة تتحرك بالريح، فهو يكتشف أن كثيرًا من «المخاوف التي فرّقت اليمنيين» لم تكن إلا أوهامًا سياسية مُصنّعة غذّتها السلطة والدعاية المتبادلة. المسدس ورمزية الأمن الذاتي كان حاشد يحمل «مسدس تاتا روسي»، وهي إشارة دلالية عميقة: «تاتا روسي» يذكّرنا بالنفوذ السوفييتي في الجنوب مقابل النفوذ الغربي/السعودي في الشمال، أي أنه حتى الأدوات الشخصية كانت تتلوّن بهوية الشطر. والمسدس يرمز إلى استبدال الأمن العام بالأمن الفردي، وهي ظاهرة سوسيولوجية في مناطق التماس: حيث يغيب الضمان المؤسسي، يضطر المواطن إلى حمل سلاحه الخاص لضمان عبوره وسلامته. إذًا، المسدس ليس زينة شجاعة فحسب، بل نتاج ظرف سياسي قسري جعل الأفراد يصنعون لأنفسهم أمنهم في ظلّ غياب دولة واحدة وحيّز قانوني مشترك. العبور كفعل مقاومة حين يصرّ حاشد على التقدّم رغم الخوف والظلام والشك، فإنه يمارس فعل عبور رمزي ضد التشطير. العبور في النص يوازي رغبة اليمنيين في تجاوز الحدود المصطنعة بين الشمال والجنوب، وعدم التراجع رغم «الشبح» الذي مثّل الخرافة السياسية التي غذّت الكراهية والخوف المتبادل. وحاشد هنا يحول النص إلى بيان مبكر للوحدة الوجدانية، لا الوحدة الإدارية فحسب. فالوحدة تبدأ بتحرير الوعي من «أشباح التشطير»، تمامًا كما تحرّر الكاتب من شبحه الشخصي. من الخوف السياسي إلى الوعي الوطني تحمل خاتمة النص دلالة وطنية واضحة: «حرروا وعيكم من أوهام تستعبدكم... بمقدوركم هزيمة كل سلطة طاغية ومستبدة.» وهذه الجملة، في سياق التشطير، تتجاوز خطاب الشجاعة الفردية إلى خطاب وطني ثوري: الدعوة إلى التحرّر من سلطات الشطرين معًا، اللتين قامتا على الخوف والولاء الإجباري، والدعوة إلى توحيد الوعي الوطني قبل توحيد الجغرافيا، زرفض الاستبداد كجوهر مشترك في كلا النظامين، والدعوة إلى بناء وعي حرّ يتجاوزهما معًا. المعنى السوسيولوجي الذين عاشوا في «المناطق الرمادية» بين الشطرين، ك«شعب» الجنوب و«القبيطة» الشمال، كانوا يعيشون أقصى درجات التمزّق الاجتماعي: يعانون من التباس الهوية: هل أنت شمالي أم جنوبي؟ يتعرضون لرقابة مزدوجة وشكّ مزدوج، ويعتمدون على شبكات التضامن القبلي والعائلي كبديل للدولة. وفي النص يعبّر أحمد سيف حاشد عن هذا الاغتراب بصدقٍ فنيّ، إذ يتحوّل الطريق إلى مختبر للخوف الجمعي، والعبور فيه إلى اختبار للانتماء والكرامة. الدلالة السياسية العميقة في ضوء التشطير، يحول حاشد نص «اسحقوا مخاوفكم» إلى صرخة ضد الاستبداد المزدوج والانقسام المصطنع: إسقاط الخوف يعني إسقاط الحواجز بين الناس، ومواجهة الشبح تعني مواجهة سياسة «التخويف المتبادل» التي كرّست الانقسام، والنخلة التي بدت شبحًا ترمز إلى الوطن الطبيعي المقموع داخل أوهام السياسة. إسقاط التشطير القديم على واقع التشظي الجديد رغم أن حاشد كتب النص عن تجربة قديمة، لكت يبدو اليوم وكأنه مرآة لليمن المعاصر بعد الحرب والانقسامات. فما كان بالأمس خط تماس بين "الشمال والجنوب"، أصبح اليوم شبكة من خطوط التماس داخل الجغرافيا الواحدة — بين سلطة وسلطة، وفصيل وفصيل. اليمن الذي توحّد في 22 مايو 1990، عاد إلى حالة أشدّ من التشطير، ولكن بأسماء جديدة وحدود أكثر هشاشة وأشد خطورة. إن الأشباح التي واجهها حاشد في "موجران" لم تعد رموزًا خيالية؛ إنها اليوم سلطات أمر واقع، وحواجز هوية، ونقاط تفتيش تتحدث بلهجات مختلفة داخل وطن واحد. إسقاط سياسي معاصر حين يقول حاشد في نهاية نصه: "بإمكانكم هزيمة الأشباح إن هزمتم أولًا وهمكم وخوفكم…" فهو لا يخاطب فردًا فقط، بل شعبًا غارقًا في التجزئة والخوف المتبادل. رسالة سياسية الرسالة هنا سياسية بامتياز: التحرّر من الخوف الجمعي شرط لتحرير الوطن من سلطة التجزئة، سواء كانت سلطة احتلال خارجي أو سلطة أمر واقع داخلي. وحاشد هنا يدعو، بلغة رمزية، إلى تحرير الوعي الوطني من التقسيم النفسي قبل الجغرافي، لأن كل الحدود تبدأ في الرأس قبل أن تُرسم على الخرائط. مقارنة رمزية بين زمنين في الماضي كانت الحدود سياسية واضحة بين دولتين، اما اليوم فهي وهمية ومتعددة بين سلطات أمر واقع. في الامس كان اثر الحدود على الناس خوف من الآخر الجغرافي، اما اليوم فهو خوف من الآخر الداخلي. ويومها كان الرمز في النص "الشبح" عند حدود موجراند، اما اليوم فهو "الكانتونات" والحواجز بين سلطات الواقع. والأمل هو في التحرّر عبر الوعي وتجاوز الخوف عبر استعادة الدولة والعقل الوطني. والنص بهذا المعنى يتجاوز ظرفه الزمني، ليتحول إلى بيان ضد عودة التشطير بأشكال جديدة، فما كان بالأمس حدودًا بين لحج (عدن) وتعز (صنعاء)، أصبح اليوم حدودًا بين "تعز" نفسها و"لحج" ذاتها، ومثلهما مأرب والحديدة وغيرها من محافظات البلد التي تقسمت كمناطق سيطرة بين سلطات الواقع المختلفة. القراءة السياسية للرسالة النهائية في خاتمة النص، يخاطب أحمد سيف حاشد القارئ بصوت مفعم بالتحدي: "بإمكانكم الإطاحة بكل سلطة مستبدة… إذا ما حررتم وعيكم…" وهنا يتجلى الوعي السياسي المقاوم الذي يميّز الكاتب. فهو لا يرى الخلاص في السلاح ولا في القوة، بل في الثورة الهادئة على الخوف. وبمعنى آخر، الكاتب يستبدل "المسدس" بالوعي، و"الطلقة" بالفكرة، و"العبور في الغلس" بعبور وطني من الظلام إلى النور. إيجاز وتكثيف من خلال تجربة فردية في طريق ليلي على حدود التشطير، يكتب أحمد سيف حاشد بيانًا وطنيًا ضد الخوف — خوفٍ سياسي، اجتماعي، وجغرافي. والنص في جوهره دعوة إلى: تحرير الإنسان اليمني من عقد الحدود المصنوعة؛ ورفض الانقسام السياسي الذي يزرع الكراهية في الجغرافيا الواحدة؛ وإعادة اكتشاف الذات الوطنية الجامعة، كما اكتشف حاشد أن "الشبح مجرد نخلة" من بلاده لا عدوه. والنص، حين يُقرأ في ضوء التشطير/التشظي اليمني، يصبح أكثر من سردٍ ذاتي؛ إنه وثيقة رمزية عن زمن الرعب والانقسام، وعن إرادة الإنسان العادي في مواجهة نظامين/سلطات واقع يفرضان عليه هوية مجزّأة وخوفًا دائمًا. وانكشاف «الشبح» في نهاية القصة هو انكشاف الحقيقة التاريخية: أن ما فرّق اليمنيين لم يكن سوى وهم، وأن الوحدة الحقيقية تبدأ من كسر حاجز الخوف في وعي المواطن، لا من توقيع اتفاق سياسي في القصور. نص اسحقوا مخاوفكم أحمد سيف حاشد في نهاية سنة أولى على الأرجح من مرحلة الثانوية، سافرت من عدن عائداً إلى القرية عن طريق منطقة "شعب" التي كنّا نحط فيها الرحال لبعض الوقت تارة عند سعيد وأخرى عند أديب، وقبلها عند الحاج محمود لنستريح حتى يأتي الغلس، ثم ننتقل منها إلى قريتنا البعيدة عبر طرق تحتال على نقاط أمن الشمال. كانت هناك مزاعم قديمة في ذهني من أيام الطفولة الأولى تحكي أن المنطقة الخالية من السكان في "موجران" تحت الدار الأبيض من جهة الشمال الشرقي، مسكونة بالأشباح والعفاريت، وقد كان لي في هذا المكان حكاية ذات دلالة. كان الغلس قد بلغ أوجه، وكنت حينها أحمل بيدي مسدساً نوع "تاتا" روسي الصنع، معمراً وجاهزاً لإطلاق النار، والتعامل مع أي مفاجأة أو طارئ قد يعترض طريقي في ذلك المكان أو في غيره من أمكنة الطريق.. كان المسدس يعطيني شعوراً بقدر من الأمان والثقة الكبيرة بالنفس حتى مع الأشباح التي بات اعتقادي بوجودها يتضاءل، أو صارت معتقداتي بها أقل حدة بكثير من تلك التي كانت تعيش في ذهني أيام طفولتي الأولى. فجأة وفي المكان الخالي والتي تكثر فيه مزاعم الأشباح والعفاريت، شاهدت شيئاً أسود.. مميزاً يشبه الشبح، ظل يكبر.. شبح أكثر سواداً مما حوله.. بدا لي جسماً ضخماً يقارب حجم الفيل.. يتوسط الطريق وكأنه جاهز لاعتراض طريقي، بل أحسست أني وطريقي بتنا مُستهدفين منه. أردت أن أنحو نحو اليمين بعيداً عن هذا الذي أشاهده وسط الطريق ملتبساً في الظلام، متجنباً الصدام معه على افتراض وجوده.. تنحيتُ يميناً في محاذاة الجبل، ولكني شاهدته ينحو معي نحو اليمين، أعدت المحاولة على نحو معاكس، في الاتجاه الآخر نحو اليسار، فوجدته أيضاً ينحو معي في المقابل نحو اليسار.. إنه يعترض طريقي أينما ملت. توجست أكثر وقلت لنفسي: يبدو هذا الشبح الضخم لا يريد لي المرور من ذلك المكان، ولكن لا طريق سواه.. لا معبر الآن غيره ممكن ومتاح.. التقهقر والعودة إلى الوراء من حيث أتيت عاراً وعيباً إلى آخر العمر.. ماذا أقول لمن أعود إليهم؟! هل أقول عفريت اعترض طريقي؟! هل أقول لهم شبح ردّني من وسط الطريق؟! أم أقول إنني رعديد وخائف وجبان؟! ثم حتى إن عدتُ لأبحث عن مسلك آخر بعيد، أظل أمام نفسي ذلك الرعديد الجبان على الأقل أمام نفسي.. وأجيب على نفسي بحزم وتحدٍ: لن أعود مهما بلغت كلفة المرور. ثم أن خزنة المسدس محشوة بالرصاص، ورصاصة واحدة قادرة أن تقتل فيلاً أو على الأقل أن تعوقه.. فما البال والمسدس في خزنته ثماني طلقات، والتاسعة في بطن المسدس، جاهزات للانطلاق، تنتظر ضغطة بسيطة على الزناد، ومتابعة الإطلاق. يجب أن أتقدم إلى الأمام ويكون ما يكون.. لا خيار لي إلا التقدم في مواجهة هذا الشبح المريب في مقصده.. أخذت أتقدم نحوه مع وضع من الانحناء والجاهزية لإطلاق الرصاص.. أتقدم رويداً رويدا.. خطواتي صارت أكثر مخاتلة مع تقدم حذر إلى الأمام نحو ذلك "الشبح" الذي كان قد تبدّى لي ضخماً ومرعباً.. سبابتي معقوفة بجاهزية تامة على الزناد.. بدت لي مشحونة بإرادة الضغط في حالة اصطدامي بأي هول أو مفاجأة.. أرسل وعيي إشاراته إلى أعصابي كلها، بما فيها يدي وسبابتي الجاهزة للضغط على الزناد. برمجتي العصبية باتت تسري في كل أوصالي، وبثقة أنها لن تخذلني مهما كان هول المفاجأة.. صرت جاهزاً واوثقاً من مسدسي وبرمجتي العصبية التي تسكن مربض سهامها في إصبعي المعقوفة على الزناد، والجاهزة لإطلاق النار على الفور. تقدمت إلى الأمام في وضعية منحنية ومتسللاً نحو ذلك الشيء الملتبس لاكتشف ماهيته.. إصبعي على الزناد تتحين لحظة الضغط، والمسدس المسدد إلى الشبح في وضعية الجاهزية الكاملة لإطلاق الرصاص في أي لحظة. تقدمت أكثر وأكثر.. اقتربت ودنوت من الشبح، وعندما صرت قريباً منه، وعلى شفق خفيف تفاجأت على نحو غير ما توقعت.. اكتشفت أنها نخلة متوسطة الحجم، وريح خفيفة تحرك سعفها، وبالتباسها بالظلام وبقايا الوهم القديم الذي سمعته عن المكان بدت لي كشبح يميل يميناً ويساراً حتى توهمت أنه قاصد اعتراض طريقي ومنعي من المرور، أو تحمل النتائج في حال إصراري على هذا المرور. * * * انكشف كل شيء وتبدد كل وهم، وأولهما وهمي ومخاوفي.. تنفست الصعداء وأنا أضحك من نفسي على نفسي.. نصحت من حكيت لهم قصتي أن يتغلّبوا على مخاوفهم، وأوهامهم، ويتغلبوا على الأشباح التي تريد أن ترجعهم من حيث أتوا، حتى وإن بلغ بهم هذا الرجوع إلى بطون أمهاتهم. بإمكانكم هزيمة الأشباح إن هزمتم أولاً وهمكم وخوفكم الذي يتسلط عليكم ويستبد بكم.. حرروا وعيكم أولاً من أوهام تستعبدكم وتجعلكم خانعين أذلة، لا حول لكم معها ولا قوة.. لا تسمحوا لها أن تُرجعكم على أعقابكم مهزومين مدحورين بخزي وعار وشنار. بمقدوركم أن تهزموا كل الأشباح حتى دون مسدس أو بندقية، ولكن بإرادة لا تعرف الهزيمة.. بإمكانكم الإطاحة بكل سلطة مستبدة مهما بدت قوية إذا ما حررتم وعيكم، وانتصرتم على أوهامكم، وسحقتم مخاوفكم، وعقدتم العزم على إسقاطها أو تحطيمها مثل أي صنم، حتى وإن كان "هُبل".. بإمكانكم هزيمة من هو أكبر من هُبل، بل وكل سلطة طاغية ومستبدة. * * *