لتصلك أخبار"اليمن السعيد"أولاً بأول اشترك بقناة الموقع على التليجرام انقرهنا
تأهل المنتخب العراقي تحت 23 عاماً إلى مسابقة كرة القدم ضمن دورة الألعاب الأولمبية الصيفية القادمة "ريو 2016" عقب فوزه على نظيره القطري ب هدفين مقابل هدف بعد التمديد في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع ضمن بطولة أمم آسيا تحت 23 عاماً التي تستضيفها حالياً العاصمة القطرية الدوحة وتختتم غداً. إنجاز المنتخب العراقي تحقق عن طريق مهند عبد الرحيم الذي أنقذ بلاده بإدراكه التعادل في الدقيقة 86 وأيمن حسين محرز هدف الحسم في الدقيقة 109 فيما سجل أحمد علاء للمنتخب القطري هدفه الوحيد في اللقاء في الدقيقة 27. وهذا هو التأهل الخامس في تاريخ الكرة العراقية إلى دورة الألعاب الأولمبية وكانت المرة الأولى في أولمبياد موسكو عام 1980 عندما تأهل الفريق إلى ربع النهائي، وشارك الفريق في أولمبياد لوس أنجليس عام 1984 وسيؤول عام 1988 وفي المرتين ودع الفريق المسابقة من الدور الأول.
الإنجاز العراقي الكروي الأبرز على الصعيد الأولمبي كان في أولمبياد أثينا عام 2004 عندما تمكن العراقيون من التأهل إلى المربع الذهبي قبل أن ينهون مشاركتهم بالحصول على المركز الرابع، وهو أفضل إنجاز لعرب آسيا أولمبيا.
أحداث اللقاء التاريخي
بدأ الفريقان اللقاء بحرص واضح، فكلاهما يحلم بالتأهل إلى الأولمبياد وكلاهما يعلم في الوقت ذاته أنهما أمام الفرصة الأخيرة وأنهما أمام الفرصة الأخيرة. وسط الهدوء الواضح في اللقاء فجأه ظهر نجم العنابي وأفضل صناع الألعاب في البطولة أكرم عفيف في الدقيقة 27 وخطف الكرة من مدافع المنتخب العراقي فانفرد تماماً بمرمى الحارس فهد طالب وراوغه وبدلاً من أن يسدد في المرمى الخالي أهداها للمهاجم أحمد علاء الذي أودعها الشباك محرزاً أول أهداف اللقاء. والهدف هو السادس لأحمد علاء في البطولة كما أنها التمريرة الحاسمة الثامنة لأكرم عفيف أفضل لاعبي أمم آسيا تحت 23 عاماً في نظر الكثيرين.
سريعاً استفاق أسود الرافدين من الصدمة ونظموا صفوفهم بغية شن هجمات مباغتة يدركون من إحداها التعادل قبل أن تتعقد الأمور أكثر أمامهم، وبالفعل وصلت الكرة إلى لاعب الوسط همام طارق في الدقيقة 31 الذي سيطر على كرته على حدود منطقة الجزاء ثم سدد الكرة خاطفة إلا أن الدفاع القطري تدخل وأبعد الكرة في توقيت مناسب. استغل رجال المدرب الإسباني فليكس سانشيز اندافع المنتخب العراقي بكامل صفوفه بحثاً عن التعديل وشن أصحاب الأرض عدد من الهجمات السريعة الخاطفة كان بطلها على الإطلاق أكرم عفيف الذي أهدى الكثير من التمريرات البينية الذكية للقادمين من الخلف إلا أنها لم تستغل بشكل جيد، ولكنها برهنت بشكل واضح على أن كفة المنتخب القطري هي الأرجح مع اقتراب الشوط الأول من نهايته. في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول احتسب العُماني أحمد أبو بكر ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء العراقية انبرى لها الظهير الهداف عبد الكريم حسن قائد العنابي ذهبت فوق العارضة فانتهى الشوط الأول على وقع تقدم قطري بهدف دون رد.
الشوط الثاني
بدأ المنتخب العراقي الشوط الثاني أكثر خطورة ونشاطاً على المرمى، إلا أن الهجمات الخضراء فقدت خطورتها بفضل التمركز الجيد لمدافعي المنتخب القطري. مع الاندفاع العراقي شن المنتخب القطري أول هجماته في الدقيقة 52 انتهت بسقوط لعفيف داخل منطقة الجزاء العراقية ومطالبات عنابية بركلة جزاء إلا أن الحكم أشار باستمرار اللعب. كرر المنتخب القطري محاولاته وفي الدقيقة 57 كاد عفيف أن يحسم اللقاء تماما لمصلحة العنابي عندما انفرد بمرمى فهد طالب وسدد الكرة في المرمى إلا أن الحارس العراقي ارتدى قفاز الإجادة منقذا مرماه من استقبال الهدف الثاني. وضح تماماً سعي المنتخب العراقي للاختراق المستمر من الجانب الأيسر عن طريق همام طارق الذي أرسل كرة عرضية متقنة تدخل المدافع القطري أحمد ياسر وأخرج الكرة لركلة ركنية في الدقيقة 67 لم تستغل. في الدقيقة 71 ارتفعت حرارة اللقاء تماماً واقترب تماماً اسود الرافدين من إدراك التعادل عندما انبرى علي فايز لركلة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء القطرية وسدد كرة صاروخية أخرجها باقتدار الحارس مهند إلى ركلة ركنية نفذها فايز وانتهت على رأس همام طارق الذي سددها من الوضع طائراً إلا أن مهند مجدداً ينقذ مرماه بمرونة فائقة. انطلق القطريون صوب المرمى العراقي بعد أن شعروا بخطورة الموقف وفي الدقيقة 73 كاد علاء ان يضاعف غلته إلا أن فهد طالب أخرج الكرة بصعوبة لركنية انتهت عند علي أسد الذي سدها صوب المرمى ارتقى لها طالب بصعوبة منقذا مرماه مجدداً . في الدقيقة 76 توقفت المباراة بسبب مطالبة المنتخب العراقي بركلة جزاء عقب سقوط مهند كرار داخل منطقة الجزاء وهو اعتراض نال على أثره علي حصني بطاقة صفراء. مع الدخول في المنعطف الأخير من اللقاء شكلت الهجمات العراقية من الجانب الأيسر خطورة واضحة إلا أن الخروج الجيد لمهند نعيم من مرماه حرم العراقيين من إدراك التعادل من إحداها. في الدقيقة 85 ومن هجمة منظمة للعنابي وصلت الكرة إلى عفيف الذي أهداها لأسد فسددها الأخير أرضية زاحفة أمسكها الحارس المتألق فهد طالب. واصل العراقيون غزواتهم على مرمى نعيم ومع اقتراب اللقاء من نهاية وقته الأصلي اعتمد أسود الرافدين على الكرات الساقطة داخل منطقة الجزاء وفي الدقيقة 86 رفع علي حصني الكرة داخل منطقة الجزاء على رأس مهند عبد الرحيم الذي ارتقى لها وسددها برأسه مسجلاً هدف التعادل للمنتخب العراقي في الوقت القاتل، وهو ما جر المباراة إلى شوطيين إضافيين.
الوقت الإضافي
بدا المنتخب العراقي أكثر تنظيماً في الشوط الإضافي الأول واستغل أسود الرافدين التقدم المستمر للظهير عبد الكريم حسن وهو ما أدى لمساحات خالية واضحة في دفاعات المنتخب القطري. قبل نهاية شوط اللقاء الإضافي الأول بدقيقتين احتسب حكم اللقاء ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء القطرية من الجانب الأيمن نفذها همام إلا أنها لم تستغل. استغل المنتخب العراقي على الوجه الأمثل سيطرته الواضحة في الشوطين الإضافيين وفي الدقيقة 109 ارتقى البديل أيمن حسين لكرة عرضية متقنة من علاء علي وسددها برأسه فعانقت الشباك معلنة تقدم الأسود بهدف من ذهب. حاول العنابي العودة سريعاً للقاء وفي الدقيقة 111 سدد عبد الكريم حسن كرة رأسية أنقذها طالب بصعوبة شديدة. هاجم المنتخب القطري بشراسة عقب التأخر بهدفين مقابل هدف بحثاً عن انقاذ الموقف إلا أن استبسال الدفاع العراقي أنقذ مرمى أسود الرافدين، وكاد المنتخب العراقي أن يزيد غلته إلا أن مهاجميه أضاعوا انفرادين بغرابة شديدة، فانتهى اللقاء بانتصار عراقي تاريخي وتأهل خامس لأسود الرافدين إلى دورة الألعاب الأولمبية.