كما أدهشنا العالم بخروجنا في مثل هذا اليوم من العام الفائت رافعي الهامات شامخي الأنوف، هازئين بعام كامل من قصف طائرات العدوان الهستيري وحصار بوارجه وتدفق كتائب دروعه ومرتزقته من كل الملل والإثنيات، ورفعنا بنادق إبائنا عالية بشرف الصمود الذي أرغم غطرسة الأنوف القميئة لبراميل النفط. وكما زدنا -بجلال الحق- صباح السادس والعشرين من مارس بهاءً، وقزمنا كل ترسانات العدوان وأسياده بعزة شظفنا السامقة، راقصين على الجراح، فأجفلت أسراب طائراتهم من سماء صنعاء التي لا تخاف ولا تنحني.. ها نحن نخرج اليوم مبهرين العالم بقدرتنا الأسطورية على تحدي الموت طاوين صفحة عام آخر من القصف والحصار والدمار والتجويع. عام آخر أشد قسوة وأكثر خسة وأفظع جرائم، وذات المارد اليماني لا يقبل الخضوع ولا يعرف الانكسار. عام آخر لم يدخر فيه العدوان ومرتزقته حيلة ولم يراعِ حرمة ولم يألُ جهداً، وذات الشعب يقدم فلذات أكباده إلى ساحات التضحية والفداء بكل سخاء ويزف شهداءه على أغاريد الماجدات وعهود الأوفياء. القصف أشد والأنفة أكبر والحصار والتجويع أقسى، والقامات على عهدها لا تعرف الانحناء، والبسالات في الجبهات أشبه بالمعجزات.. السهول خنادق والشواهق حصون منيعة، ورهاناتهم كثكناتهم تتساقط تباعاً، مرتزقتكم فشلوا، حلفاؤكم ملوا، واللعنات تملأ أسماعكم حيثما كنتم، والشعب الذي لم يتقاضَ مرتبات سبعة أشهر يملأ ميدان السبعين هاتفاً ملء الدنيا: (لن نستسلم). ما الذي بقي لتراهنوا عليه في تركيع الشوامخ وإحناء الأطواد. إنها اليمن يا أمراء ال(إكس بوكس) فموتوا. إنهم اليمنيون يا براميل الوقود الأحفوري، فخرِّوا راكعين تحت سموِّ أقدامهم المشققة.. يا دود الغطرسة في جوارب (تريزا ماي) وزبالات البيت الأبيض.