لما عُيِّن القيسي محافظا لحجة في أبريل 2012، استبشر الإخوان في الإصلاح، وهللوا له، وفي أذهانهم ماضيه البعيد، لكن ما إن بدأ يظهر تصرف رجل الدولة، غيروا موقفهم، وقالوا "كخة"، وحشدوا المليشيات المسلحة والترسانة الإعلامية ضده.. وبقي موقفهم من محافظي عدن ومأرب وشبوة والجوف وعمران ثابتا، فهم محل رضا وإشادة، وموضوع تطبيل وتنزيه، ويدافع الإصلاحيون عن حق المحافظين الإصلاحيين في اتخاذ القرارات المخولة لهم في قانون السلطة المحلية، ويشيدون بهم أيضا إذا قبلوا بتعيينات من المركز في صنعاء إذا كان المعينون من الحزب. ومنذ أن عُيِّن شوقي هائل محافظا لتعز، حافظ الإخوان في الإصلاح، وإلى اليوم، على موقفهم الثابت من شوقي، لكنه ليس كالموقف الثابت من محافظي عمران والجوف وعدن وشبوة.. رفعوا في وجه شوقي الكروت الصفراء والحمراء، وهتفوا "ارحل"، وما إلى ذلك من مستلزمات الرحيل .. وتقدموا خطوة على طريق قلة الأدب، ورددوا: يا شوقي يخرب بيتك.." "ويا بيت مجموعة هائل شلوا ابنكم الجاهل".. ثم فجروا في الخصومة فجورا متطرفا، فإلى جانب العنف الذي استخدموه ،ولا يزالون، كرروا بعد دحابة أن الرجل"فاسق وزنديق "، وانتشروا يشيعون أن منتجات مجموعة شركات هائل وشركائه لا تصلح للاستهلاك الآدمي، لدفع المجموعة للضغط على شوقي كي يستقيل تحاشيا للخسائر التي ستنتج عن هذه الدعاية الإصلاحية الفاجرة الموجهة ضد أكبر قطاع صناعي وتجاري وخدمي في البلاد، وفي موازاة ذلك يكثرون من الأخبار الكاذبة عن استقالة بعد استقالة، ولما لم تكن استقالة أحالوا الموضوع لمجموعة هائل، وكذبوا مرة بعد مرة عن طلبات قدمتها المجموعة للرئيس بإقالة شوقي. يوم السبت الأخير خرج أبناء محافظة تعز في أكبر تظاهرة، كانت بمثابة "مهرجان شوقي" وصفعة جماعية لحزب الإصلاح، الذي ضج منه أيضا شركاؤه في المشترك، فصار وحيدا ووحد بقية القوى ضده، ومع تعز ومحافظها.. حزب اتحاد القوى الشعبية ضد استمرار عنف الإصلاح، وضد استقالة أو إقالة المحافظ، وشباب الحزب الاشتراكي طفح به الكيل، وخرج على الملا يعلن أن الإصلاح كل همه الاستحواذ على المناصب الحكومية، وأنه يثير الفوضى باسم الثورة.. وشارك الاشتراكيين شباب وطلاب التنظيم الناصري في إدانة عنف الإصلاح، ووصفوا اعتداءاته بالبلطجة، وتشاركوا جميعا في تأييد قرارات السلطة المحلية، وإعمال مبدأ المفاضلة الذي يحقق المساواة في تكافؤ الفرص، ويتيح لجميع الكفاءات مساحة متساوية في المكاتب التنفيذية كما قالوا.